تسرق الألوان الزاهية انتباه الناظرين بتفاصيلها الدقيقة وتدرجها المدروس مسبقًا الذي قد يكون أحد أهم عوامل النجاح بمنتجات أول دار للأزياء في مدينة غزة.

دمج التراث القديم بالتطريز الحديث، وصنع الإكسسوار بتقنية حديثة، والرسم والتصميم على الباترون، وتنفيذه على ماكينات الخياطة هو صلب عمل أربع فتيات نجحن في إنشاء دار أورجانزا للأزياء، التي تمتلئ بالتصاميم الجميلة والأزياء الناعمة.

"أغلب المتخصصين بالأزياء يعملون بمهنة الخياطة وليس التصميم"، بهذه الكلمات بدأت لينا الحرثاني حديثها، وهي التي درست تصميم الأزياء بعدما فقدت الأمل بالحصول على وظيفة بتخصصها السابق الأحياء.

تقول لينا (24 عامًا) لـ الوطنية إن نواة دار أورجانزا هي مسابقة "تصميمي" التي تقدمها الإغاثة الأولية الدولية لمساعدة الطلاب العرب، حيث تم افتتاح معرض لـ 16 مصممة ويضم 32 فستانًا بحضور نقاد من الداخل والخارج، حيث لاقت المجموعة استحسان مؤسسة "مسلم كير البريطانية"، التي أرادت تمويل فكرة شركة لأفضل أربع مصممات، و"كنا نحن من حالفنا الحظ".

وتوضح أن النجاح لا يقف على خطوة واحدة، "نحن حصلنا على دورات في مجال التصميم عن طريق برنامج محوسب لتصميم الأزياء المتقدمة وأيضا دورات بالتسويق الإلكتروني"، مؤكدة أن هذه الدورات المتسلسلة أحدثت نقله نوعية بخبراتنا".

بريطانيا ولكن!

وبعد أن لاقت تصاميم الفريق استحسان واستحباب الجمهور الخارجي وخاصة المطرزة منها، تم تسويق مجموعة "Palestinian touch" أو "لمسة فلسطينية" إلى بريطانيا، الأمر زرع فيهن حافزًا كبيرًا.

وتوضح لمياء جابر (22 عاما) "بذلنا جهدًا كبيرًا بتصميم وتسويق المجموعات، ونجحنا بهذا الأمر، ولكن نحن في غزة نعاني من إغلاق المعابر وهذا يقف عائقًا أمام تصدير المجموعة بوقتها المناسب.

وتشير لمياء إلى أن هناك كثير من المستهلكين المحليين تواصلوا معنا عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي بخصوص تصميم وتفصيل ملابس خاصة لهم .

 وبالحديث عن المشاكل التي واجهتهن بمشروعهن، تقول عزيزة مصبح (30 عامًا)، "نحن بهذه الأزمات رجعنا للخلف على عكس الدول الأخرى، أزمة الكهرباء جعلتنا نستخدم طرق تقليدية كالمكواة، والماكينة اليدوية التي تستهلك وقتًا كبيرًا.

وبيّنت عزيزة لـ الوطنيـة أن إغلاق المعابر يؤثر أيضًا على استيراد الأقمشة المناسبة للأزياء، وبذلك "نستعين ببدائل عن القماش والخامات المطلوبة بأشياء أخرى ولكنه بنفس الجودة تقريبًا".

ولكل شخص هناك ملهم في حياته، الفتيات يتأثرن بتصاميم العديد من مصممي الأزياء الموجودين بالعالم، كمثال مصمم الأزياء العالمي إيلي صعب، ومصمم الأزياء جابنا، وديور.

المصدر : شروق شاهين – الوطنية