قال عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح"، عزام الأحمد، إن الرئيس محمود عباس سيلتقي، في الثالث من أيار (مايو) المقبل بواشنطن، الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، لبحث عملية السلام.

وأضاف الأحمد، في تصريحات لصحيفة لـ"الغد" الأردنية "أن الرئيس عباس سيحمل معه ملفات سياسية واقتصادية حيوّية، في ظل التأكيد على حل الدولتين ووقف الاستيطان بالكامل، وإنهاء الاحتلال، وإقامة الدولة الفلسطينية على حدود العام 1967، وعاصمتها القدس المحتلة".

وأوضح بأن وفداً فلسطينياً سيتوجه، في 23 من الشهر الجاري ، إلى الولايات المتحدة للتحضير لزيارة الرئيس عباس، والاتفاق على جدول الأعمال، وطرح وجهة النظر الفلسطينية الثابتة القائمة على إنهاء الاحتلال، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود العام 1967 وعاصمتها القدس المحتلة".

وأكد أن أهمية اللقاء مع الإدارة الأميركية الجديدة، الذي جرى تحديده سريعا ولم يتم تأجيله لفترة طويلة، فيما يأتي عقب الزيارة المهمة للملك عبد الله الثاني إلى واشنطن، واللقاءات المعتبرّة التي أجراها مع الرئيس ترامب والمسؤولين الأمريكيين هناك، والتي تصدّرت القضية الفلسطينية أولويتها.

كما يأتي اللقاء الفلسطيني- الأمريكي غداة  زيارة الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، إلى الولايات المتحدة، واللقاءات المهمة التي أجراها مع الرئيس ترامب والمسؤولين في الإدارة الأميركية الجديدة.

ولفت الأحمد إلى "إشارات ايجابية خرجت من الإدارة الأميركية الجديدة، بسبب اللقاءات المبكرة التي تمت بين المسؤولين من الجانبين الأميركي والفلسطيني، وطرح ضرورة استماع كل طرف للآخر".

وزاد قائلاً "ذلك يؤكد بأن هناك اهتماماً أميركياً جدياً في موضوع الصراع العربي- الإسرائيلي"، معرباً عن أمله في أن "تنعكس المؤشرات إلى واقع مادي على الأرض، من أجل إحياء عملية السلام، وفق "حل الدولتين" وقطع الطريق أمام محاولات تخريبها".

واعتبر أن "التفاؤل يبقى بحذر شديد، حيث لم نلمس، حتى الآن، التغيير من جانب الإدارة الأميركية للعودة إلى قرارات الشرعية الدولية والتمسك بحل الدولتين، والتي كانت الولايات المتحدة أحد أطراف المجتمع الدولي الذين اعتمدوها".

وشدد على ضرورة "إنهاء معاناة الشعب الفلسطيني بإنهاء الاحتلال، والبدء بخطوات عملية تساعد على الأمن والاستقرار لكل شعوب المنطقة، وأيضاً، لن يكون بعيداً عن موضوع أمن المنطقة، بما في ذلك محاربة الإرهاب والعنف".

وكان الرئيس عباس قد تلقى اتصالاً هاتفياً من الرئيس ترامب، ودعوة للقاء في واشنطن، أعقبها لقاء الرئيس عباس مع مبعوث الرئيس الأميركي، جيسون غرينبلات، مرتين في كل من رام الله والبحر الميت.

وحول تحذير وزارة الخارجية الأميركية من الرعايا الأميركيين من السفر للأراضي المحتلة وحثهم على مغادرتها؛ قال الأحمد بأن الجانب الأميركي "لم يقدم للجانب الفلسطيني أي تفسير لذلك".

وقال إن "الوضع في الضفة الغربية جيد، عموماً، أما في قطاع غزة فربما هناك وضع غير طبيعي، بسبب غياب السلطة الشرعية، حيث لا تمارس السلطة الفلسطينية مسؤولية تنفيذ القانون فيها، نتيجة الانقسام البغيض، الممتد منذ العام 2007".

وأوضح بأنه "لا يوجد أي تفسير من جانبهم، ولكن اللاعبين في المنطقة كثر، فيما قد يتناغم بعض اللاعبين الأعداء مع بعضهم أحياناً".

وكانت وزارة الخارجية الأميركية قد نفت، مؤخراً، وجود صلة بين تحذيرها لرعاياها الأميركيين المتواجدين في مناطق الضفة الغربية وقطاع غزة من السفر إليها وحثهم على مغادرتها، وبين توقعات أميركية لحرب إسرائيلية جديدة على غزة في ظل التهديد الإسرائيلي الأخير بها.

وقال الناطق الرسمي المناوب باسم الوزارة، مارك تونر، خلال مؤتمر صحفي الخميس الماضي، "أنا أعلم أن التوقيت يبدو مرتبطا أو متزامنا مع ارتفاع التوتر على الحدود، ولكن وفق فهمي لما يدور، فإن هذا التحذير ما هو إلا مجرد تحديث دوري روتيني، وأن المعلومات المتعلقة بغزة كانت مماثلة في اللغة لتحذيرات السفر السابقة".

وأضاف أن "التقرير السابق صدر في 23 آب (أغسطس) 2016، لكنه تضمن توجيهات مشابهة جداً، وأن تحذيرنا يخص المواطنين الأميركيين من السفر إلى قطاع غزة ويحث الموجودين هناك على المغادرة في أقرب وقت ممكن عند فتح المعابر الحدودية".

وتابع "لقد أصدرنا هذا التحذير بسبب الأوضاع الأمنية في غزة، وكنا قد فرضنا قيوداً على موظفي الحكومة الأمريكية منذ فترة طويلة بصدد السفر إلى غزة، جراء ضعف غياب القدرة على تقديم أي مساعدة أو دعم لأي مواطن أميركي في غزة عند الحاجة".

ويأتي التحذير الأميركي وسط توّعد سلطات الاحتلال بشن حرب عدوانية جديدة على قطاع غزة، ترجح تقارير إسرائيلية موعدها قبل نهاية الربيع "لأسباب ودوافع أمنية" يخطط لها قادة الاحتلال الإسرائيلي في الوقت الراهن.

وتعتقد تقارير متطابقة، عبر المواقع الإسرائيلية، أن هناك طموحات لوزير الحرب الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، بشن حرب "ناجحة" على قطاع غزة للإطاحة برئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، من قيادة الائتلاف اليميني الحاكم، واحتلال موقعه.

المصدر : صحيفة الغد الاردنية