ملل الانتظار والزحام في طوابير طويلة قد يحفز نشوب خلاف أو مشادة كلامية بين المنتظرين تستدعى تدخل رجال الأمن لوقفها وعدم تطورها لشجارٍ أو اشتباك بالأيدي.

 لكن اللافت هو أن يأتي التدخل من سيدة أمن تعمل على حل المشكلة قبل حدوثها، والتعامل معها بوسائل احترافية مدروسة حال وقوعها.

ريم سكر (37 عامًا) أول امرأة في قطاع غزة تعمل كـ "سيدة أمن" ضمن عملها اليومي في شركة "سكيور لاند" للخدمات الأمنية واللوجستية، حيث مهمتها تقديم الدعم الأمني لأحد فروع بنك فلسطين في مدينة غزة، رفقة زملائها الرجال، وذلك في عمل أخذ طابعًا رجوليًا على مر التاريخ.

زارت الوطنية ريم في مكان عملها، الذي يتركز في أوقات الطوارئ وصرف المخصصات المالية، على تنظيم دخول السيدات للبنك واصطفافهم ضمن طوابير منتظمة، إضافة للحرص على عدم وقوع مشاكل أو مشادات من أي نوع بين العملاء والزوار، وحفظ أمن البنك بشكلٍ عام.

ريم (أم لثلاثة أطفال) تفاجأت من مدى التشجيع الذي تلقته من العملاء النساء في البنك، اللاتي أكدن لها أن وجود سيدة أمن كان خطوة يجب اتخاذها منذ مدة طويلة للقضاء على حساسية تعامل الجنسين في الأمور الأمنية من تفتيش وأسئلة.

التشجيع على خطوة العمل في مجال الأمن بدأ من عائلة ريم المتمثلة بزوجها ووالديها وحماتها، حيث ساعدوها في ترتيب وقتها وإنجاز مهامها في البيت ورعاية باقي أفراد الأسرة من الأطفال.

العزيمة القوية والإرادة دفعتا ريم لتحويل شهادتها الجامعية في العلوم الأمنية إلى عملٍ فعليٍ على أرض الواقع، وذلك بالإضافة لملاحظتها لحاجة بعض الأماكن لسيدة أمن، لأن رجل الأمن في مواقف ليست قليلة يقف عاجزًا أمام ظرف أو مهمة وجدت خصيصًا لامرأة.

المشاكل الفعلية لم تعترض طريق ريم بعد، حيث لم تضطر إلى استخدام القوة أو التدخل البدني لحل أي مشكلة، لكنها أكدت أنها مؤهلة وجاهزة لذلك إذا استدعت الضرورة وفشلت الأساليب الدبلوماسية، وأنها ستستمر بعملها لاستمتاعها الكبير به.

سكيور لاند

أما الرئيس التنفيذي لشركة "سكيور لاند" بلال العربيد، أكد أن مهنة رجل الأمن أو سيدة الأمن تعتمد على حل المشكلة قبل الوصول إلى أي تدخلٍ يحتاج إلى عنف، موضحًا أن النجاح يتمثل بحل المشكلة قبل حدوثها وليس بعد أن تحدث.

وبيّن العربيد أن فكرة الطاقم النسائي مطروحة في الشركة منذ تأسيسها، لأن مجتمع قطاع غزة محافظ بوجهٍ عام، ويصعب تعامل الرجال مع السيدات، لاسيما في مهام التفتيش أو الاحتجاز في حالة الشك الأمني.

وذكر أنه تم طرح وظيفة سيدة الأمن منذ عام 2015، ولم تتقدم لها أي سيدة منذ حينها حتى مجيء ريم إلى الشركة وتقدمها للوظيفة التي تحمل شهادة تؤهلها لشغلها، وبعد ذلك تكسر الحاجز وتوالت طلبات الالتحاق، حيث تخطط الشركة لتكوين طاقم نسائي يتكون من 10 – 20 سيدة.

 أما عن مهام والتدريبات للجنسين، قال العربيد إنه لا يوجد فرق، فالمهام موحدة وكذلك التدريبات، لكن الفرق يمكن أن يكون في آلية التصرف مع الشخص المقابل أو نوعية الخطر.

المصدر : محمد أبو ضلفة – الوطنية