تناولت صحيفة "يديعوت أحرنوت" أمس الجمعة في ملحقها الأسبوعي، ملف اغتيالات وإعدامات الفدائيين الفلسطينيين في غزة بعد احتلالها في 1967، والتي كانت تتم من خلال وحدة قتلة خاصة عرفت باسم "وحدة ريمون"، والتي سبقت اغتيال مازن فقها بنحو خمسة عقود.

وأوضح المؤرخ العسكري والصحافي "رونين بيرغمان" مُعد التقرير على الصحيفة، أنه نشر قبل نحو عام مقابلة أجراها مع رئيس جهاز المخابرات الخارجية "الموساد" مئير دغان، والتي دار الحديث فيها حول "وحدة ريمون"، وتلقى اتصالات من أعضاء تلك الوحدة الذين سردوا شهاداتهم حول عمليات الاغتيال.

وكان قائد لواء الجنوب "أرئيل شارون" حينها يشهد تناميًا كبيرًا في عدد عمليات المقاومة التي كان ينفذها عناصر من حركة فتح وقتها، وعلى خلفية ذلك شكل جيش الاحتلال وحدة مستعربين تم اختيار عناصرها بعناية وتم تدريبهم لإتقان العربية، وتدريبات أخرى ركزت على دمجهم بين سكان غزة لتنمية عامل "الثقة" بينهم وبين السكان، وقد عرفت باسم "الحرباء" ولاحقًا "ريمون"، التي تولت إعداد لوائح بأسماء المناضلين الفلسطينيين في غزة.

وقد أقام قائد الوحدة السرية "مئير دغان" في منزل فخم ومهجور على ساحل البحر جنوب غزة، ودخل المستعربين غزة على متن زورق صيد لاغتيال ناشطين من الجبهة الشعبية لجأوا إلى الاختباء بين سكان المخيم، وكان برفقتهم "عميل محلي"، بحسب التقرير.

وأوضح التقرير أن أعضاء الوحدة تمكنوا من الالتقاء بهما على ساحل البحر من خلال حيلة نفذوها لكسب ثقة أهل المخيم وسيدة كانت تعرف مخبأهم، وهناك فتحوا النار عليهما بمسدساتهم وتم قتلهما، ثم قام دغان بإطلاق رصاصات بالرأس للتثبت من موتهما.

وعلى الرغم من نجاح وحدة ريمون في تنفيذ عدد كبير من اغتيالات المطلوبين والذين بلغ عددهم قبيل تشبيك الوحدة 900 مطلوب، إلا أن الجنرال بالاحتياط "يتسحاق بونداك" الذي شغل منصب الحاكم العسكري على غزة وقتها، عارض تشكيل وحدة ريمون التي ارتكبت جرائم قتل وإعدام ميداني أودت إلى اندلاع شرارة الانتفاضة الأولى، وقال معقبًا " هذا هو التفسير الوحيد لشجاعة وعزم الشباب في غزة يوم خرجوا لمواجهتنا في الانتفاضة الأولى",

واعتبر بونداك أن الإقدام على قتل المطلوبين الفلسطينيين بدلًا من أسرهم أضعف قدرة الاحتلال على حيازة معلومات استخبارية، واعتبر تعليمات شارون بقتل الفدائيين الفلسطينيين بدلًا من أسرهم حالت دون الحصول على معلومات كانت بحوزتهم.

وعقّب "شموئيل باز" نائب دغان وقتها على إن بونداك بالغ في رد فعله، وبرر تورط وحدة ريمون بجرائم القتل بقوله "إن المرحلة وقتها كانت مختلفة، ولا يجوز الحكم علها بعيون 2017"، وأوضح أن عملها كان ناجحًا بوصول عدد المطلوبين عند تركه الوحدة عام 1972م إلى تسعة مطلوبين.

ونفى باز قيامه بإطلاق النار على فدائيين فلسطينيين من غزة بعد إصابتهم وسقوطهم جرحى، معتبرًا الشهادات ضده كاذبة. وفي محاولة لتبرير موقفه، قال إنه شارك في كمين نصبته وحدة ريمون داخل بيارات وبساتين بين بيت لاهيا وبين جباليا شمال قطاع غزة. وقد تظاهر أحد الجرحى الفلسطينيين بالموت وعند اقترابنا صوبه ألقى قنبلة نحونا تسببت بإصابتي وتم نقله للمستشفى.

المصدر : وكالات