حصد المخرج الفلسطيني محمد الجبالي جائزة BBC عربي للصحفي الشاب، من مهرجان الأفلام والوثائقيات الذي عُقد مؤخرًا في العاصمة البريطانية لندن، عن فيلم "اسعاف".

وعبّر الجبالي عن سعادته بحصوله على هذه الجائزة بتعليق كتبه عبر صفحته الشخصية على موقع فيسبوك، وقال "سعيد جدًا وفرحان بتمثيل بلدي فلسطين ومدينتي غزة، وأهدي نجاحي إلى أهلي وأصحابي وزملائي ولكل ضباط الاسعاف والطواقم الطبية في غزة".

ودرس الجبالي تكنولوجيا المعلومات والبرمجة وعمل ضمن فريق دبكة فلسطيني، وفي عام 2011 أطلق مبادرة "هيك بنشوف غزة" ضمن مشروع تنمية قدرات الشباب.

وأنتج الشاب محمد وأخرج الكثير من الأفلام القصيرة والأعمال الفنية مثل الفيلم القصير "أرى ما لا أريد"، الذي تم تسليط الضوء فيه على المشاكل التي تعاني منها الفتاة، وعكس نظرة المجتمع لها والتحديات التي تواجهها، وحاول أن يوصل رسالة من خلال الفيلم "أن الأمل لا يزال موجودًا في التحسين والتطوير".

وفيلم "ضوضاء غزة" الذي يصف الضوضاء التي يعيشها الشعب الفلسطيني وبشكل خاص مشكلة الكهرباء في قطاع غزة، وقد سلط الضوء على هذه المشكلة بأسلوب مغاير من خلال مقابلات مع شباب تحدثوا فيها بما يجول في خاطرهم وترك المادة المصورة بدون مونتاج لتظهر بحقيقتها.

وفيلم "Gaza Skate team" الذي لاقى انتشارًا دوليًا عندما عرض من خلاله رياضة التزلج في غزة، من خلال مجموعة شبابية تهتم وتمارس هذه الرياضة في ظروف استثنائية وصعبة لعدم توافر الملاعب والظروف الملائمة لممارستها.

وفي كل فيلم حاول الجبالي أن يجسد المعاناة الفلسطينية من زوايا عديدة، ولم يقتصر على عرضها فقط؛ بل بثّ رسالة فحواها الأمل والتفاؤل وأن الواحد منا يستطيع الوصول إلى مبتغاه رغم كل الصعاب التي قد تواجهه في حياته، فسُلم النجاح يحتاج إلى همة وتريث في صعوده.

فيلم "إسعاف"

ورُشّح فيلم "إسعاف" لجائزة "السلام النرويجي"، من بين 11 فيلمًا مشاركًا، وحصد مخرجه جائزة بي بي سي للصحفي الشاب الذي صوره في العدوان الأخير على غزة 2014، وعُرض مؤخرًا ضمن أيام مهرجان "شيفيلد" للأفلام المنظم من قبل الهيئة الملكية للأفلام في عمان.

وكان الجبالي شاهدًا على حياة المسعفين وما يقدمونه لإنقاذ حياة الناس، وهذه التجربة قد أثرت فيه بشكل كبير وعدّها تجربة جديدة ومغايرة وجهت أنظاره وأفكاره لأشياء كثيرة.

وعن أصعب اللحظات التي عايشها أثناء تصوير الفيلم تحدث الجبالي لـ بي بي سي "كنت مصاحب لرجال الإسعاف، أجلس بجانب السائق وبعض الأحيان أصبحت جزءًا من طاقم الإسعاف ففي أكثر من مرة اضطررت لترك كاميرتي وعملت على إسعاف الناس" مضيفًا "كل لحظة في الحرب هي لحظة صعبة وخصوصًا التواجد داخل سيارة الإسعاف، وفي مرة خرجنا لمكان وتم استهدافه للمرة الثانية أثناء تواجدنا فيه، كانت تلك لحظة صعبة جدًا".

وعدّ الجبالي المشاركة في المهرجانات الدولية فرصة لتنمية قدرات المخرجين، بحيث تمكنهم من التواصل ومقابلة الكثير من الناس الملهمين من حولهم، وأشار إلى صعوبة تحقيق ذلك في غزة لظروف الحصار المفروض عليها منذ أكتر من عشرة سنوات. وتحدث عن ذلك "شاركت في مهرجانات مثل "إدفا" وهو مهرجان صناعة الأفلام الوثائقية في العالم و"شيفيلد" ومهرجانات دولية أخرى".

وعن رسالته التي يسعى لتحقيقها قال "نحن شعب يحمل قضية وعبر تلك المنصات والمهرجانات نستطيع تمثيلها والتعبير عنها لشعوب العالم أجمع".

ورغم إقامته حاليًا في النرويج منذ أكثر من عامين ونصف إلّا أن جواز سفره الفلسطيني يقف حائلًا دون مشاركته في مهرجانات أخرى.

التذوق الفني

تعد الموسيقى من أصعب الأمور الفنية التي يوظفها المخرج في أفلامه، وعن تجربة الجبالي في فيلم "إسعاف" يصف أنها كانت من أصعب المهام حتى في جميع أفلامه، لأن الموسيقى وكما يصفها توجه المُشاهد نحو الأحداث التي ينوي المخرج إبرازها، وقد حاول في فيلم "إسعاف" أن يترك المؤثر الأقوى للصوت الحقيقي لسيارة الإسعاف والصوت الطبيعي للناس والقصف، فيقول "لم أركز على توظيفها بشكل كبير كي لا أصرف المُشاهد عن قوة المَشاهد المصورة للأحداث الصعبة والمؤلمة التي كوّنت الفيلم".

ويعمل الجبالي حاليًا على تطوير فكرة لفيلم جديد بدأ العمل عليه وتسجيل بعض مقاطعه، يتحدث عن قضية "الهجرة" سواء للشباب الفلسطيني أو العربي، ليُجسد من خلال تجربته وتجربة أصدقائه الصورة الحقيقية، ويُعدّل الصور المغلوطة عن الهجرة، فعلى حد تعبيره "لن تعثر على طبق ذهب ينتظرك عندما تهاجر".

المصدر : أسيل حنون – الوطنية