لا يمكن للطرفين الفلسطيني والمصري الاستغناء عن بعضهما، وما جرى بينهما سابقاً بسبب مبادرة الرباعية العربية لمصالحة حركة فتح الداخلية هو سوء فهم وسيتم معالجته من خلال زيارة الرئيس محمود عباس، وفق ما يرى محللين سياسيين.

وأكد المحللون في أحاديث منفصلة مع الوطنية أنه رغم الخلاف الحاصل بين الرئيس عباس ونظيره المصري عبد الفتاح السيسي تبقى مصر مهتمة بالتعامل مع الشرعية الفلسطينية، وكذلك السلطة ليس من مصلحتها أن تعادي مصر وتبقي العلاقة متوترة معها.

ووصل الرئيس محمود عباس اليوم الاثنين إلى القاهرة بدعوة من نظيره المصري في سياق ترتيب المواقف قبل انعقاد القمة العربية في العاصمة الأردنية عمان نهاية الشهر الجاري.

ويشدد  المحللون على أن الخلاف يكون داخل العائلة الواحدة، ولكن في أخر المطاف يوجد قواعد لا يسمح لاحد بتجاوزها.

ويقول الكاتب والمحلل السياسي حسام الدجني إنه لا يتوقع أن يطلب الرئيس من مصر أن تحدد علاقتها مع النائب محمد دحلان، بل ستطلب من الرئيس توحيد الصف الفلسطيني وتوحيد حركة فتح والوصول إلى صياغة معينه ترضي جميع الاطراف بحركة فتح، وستقوم على تقريب وجهات النظر، وربما تدعو لمؤتمر شامل جديد للفصائل الفلسطينية كونه أمن قومي لها .

وتابع" سيتناول الاجتماع تعزيز الدور المصري للضغط على الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول الحل الاقليمي".

ورأى الدجني أن هناك صفقة لضمان الأمن الإقليمي حيث بدأت تؤرق السياسية الدولية، موضحاً أن  مسالة المصالحات العربية ستأخذ مسارات متعددة من خلال حل الملف السوري والقضية الفلسطينية.

وتوقع أن يكون العام الجاري هو عام إعادة تقييم المسألة، كون الواقع الأمني الحالي يعصف بالجميع ولا أحد يتمنى ذلك حتى النظام العالمي الذي أسس لهذا الانفلات الموجود الأن في المنطقة، مشدداً على أن  سيناريو الهدوء والحلول الإقليمية ستكون حاضره أكثر من التصعيد.

يذكر أن أخر لقاء بين الرئيس محمود عباس ونظيره المصري عبد الفتاح السيسي قبل حوالي شهرين على هامش أعمال القمة الثامنة والعشرين للاتحاد الإفريقي، في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا.

وشهدت الفترة الماضية تقارب كبير بين الجانب المصري والنائب محمد دحلان، بالإضافة للتقارب المصري مع حركة حماس أدت لتحسن أوضاع قطاع غزة في السفر ونقل البضائع مما أثار حفيظة السلطة الفلسطينية.

من جهته، قال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية أحمد مجدلاني: "إنه رغم قطيعة زيارات الرئيس عباس للقاهرة إلا أن العلاقات متواصلة والاتصالات والتشاورات مستمرة على مستويات مختلفة مع القيادة المصرية".

ونوه إلى أن الزيارة لها عوامل مختلفة أهمها عقد مناقشات بين الدول العربية قبل القمة العربية المرتقبة في الأردن، حيث أكد أن الدول العربية حريصة على توفير كل السبل لنجاح القمة والحل الخلافات بين العرب قبل انعقادها.

وأضاف " أما العامل الثاني والأهم، هو قيام الرئيس السيسي بالتشاور والتنسيق مع الرئيس عباس والقيادة قبل توجه مطلع الشهر القادم لواشنطن للقاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، من أجل تحديد مستقبل للتحرك السياسي"، مشددًا على أهمية التشاور بين الرئيسين.

وكان الرئيس محمود عباس قال في كلمه سابقه أبدى فيها تحدي لبعض الدول العربية من دون أن يسميها، بشأن خطواتها لترتيب البيت الفلسطيني الداخلي: "لا أحد يملي علينا موقفا".

الشرعية الفلسطينية

بدوره، قال الكاتب والمحلل السياسي طلال عوكل إنه رغم الخلاف الحاصل بين الرئيس محمود عباس ونظيره المصري عبد الفتاح السيسي بسبب المبادرة العربية أو الأزمة الأخير مع القيادي في حركة فتح جبريل الرجوب  تبقى مصر مهتمة بالتعامل مع الشرعية الفلسطينية، وكذلك السلطة ليس من مصلحتها أن تعادي مصر وتبقي العلاقة متوترة معها.

وأضاف عوكل "إن الخلاف يكون داخل العائلة الواحدة، ولكن في آخر المطاف يوجد قواعد لا يسمح لاحد بتجاوزها"، مشيراً إلى أن القمة العربية المقبلة ستكون مهمه والبحث فيها أمر مهم جدا، بالإضافة إلى التحرك الأمريكي لحل الدولتين، وزيارة الرئيسان السيسي وعباس لواشنطن قريباً.

وأكد عوكل أن الرئيس محمود عباس لن يتطرق إلى الحديث حول النائب محمد دحلان وطبيعة علاقته مع الجانب المصري كون وجود علاقة قوية بين دحلان ومصر.

جدير بالذكر أن صحيفة "هآرتس" العبرية كشفت مؤخراً عن قمة سرية عقدت في مدينة العقبة الأردنية قبل عام ونصف بين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ورئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو والملك الأردني عبد الله الثاني بمشاركة الأمريكي جون كيري، لدفع مبادرة سلام إقليمية، دون مشاركة الرئيس الفلسطيني محمود عباس مما  وسع الخلاف بينهما.

المصدر : الوطنية - بلال عاشور