قالت مصادر عسكرية إن القوات العراقية تمكنت بدعم من طائرات التحالف من استئناف تقدمها ببطء شديد، باتجاه باب الطوب القريب من نهر دجلة في الجانب الغربي من مدينة الموصل شمال البلاد. وأضافت أن طائرات التحالف وجهت ضربات مباشرة لمصادر نيران تنظيم الدولة الإسلامية كي تمهد الطريق أمام تقدم القوات العراقية.

 وكانت مصادر عسكرية أكدت في وقت سابق أن القوات العراقية والشرطة الاتحادية اضطرت إلى الانسحاب من هذه المنطقة، بعد استهدافها من مقاتلي تنظيم الدولة. وقالت المصادر إن عملية الانسحاب جاءت بتوصية من مستشارين أميركيين موجودين مع القوات العراقية لإفساح المجال أمام طائرات التحالف لتوجيه ضربات جوية.

 وقال ضابط في قوات الفرقة المدرعة التاسعة لوكالة الأناضول إن قوات جهاز مكافحة الإرهاب والشرطة الاتحادية والرد السريع اقتحمت منطقة باب الطوب، إحدى أهم مناطق الموصل القديمة، وأوضح أن عملية الاقتحام جرت من ثلاثة محاور: الدواسة والنبي شيت والعكيدات.

 وأشار إلى أن الاقتحام أسفر عن مقتل جنديين من القوات المهاجمة وإصابة ستة آخرين، ولفت إلى أن القوات العراقية تمكنت من "قتل سبعة مسلحين من تنظيم الدولة، بينهم انتحاري كان يقود دراجة نارية، وحاول استهداف القوات المتقدمة من محور الدواسة".

 من جهته، قال قائد جهاز مكافحة الإرهاب الفريق الركن عبد الوهاب الساعدي إن قواته اقتحمت حي نابلس (جنوبي الموصل) في الجانب الغربي، وتمكنت من استعادة أجزاء مهمة فيه.

 وأوضح أن "الاقتحام تم تحت غطاء جوي مشترك (التحالف الدولي والقوة الجوية العراقية)، وأسفر عن مقتل 31 مسلحا".

 في السياق، عززت قوات الجيش العراقي وفصائل من الحشد الشعبي وجودها في شمال غرب الجانب الغربي للموصل لاستكمال استعادة ناحية بادوش التي بدأت بعمليات اقتحام القرى المحيطة بها قبل ثلاثة أيام.

 في غضون ذلك بثت قناة العراقية الرسمية بيانا عن استعادة قوات الفرقة الخامسة عشرة بالجيش منشأة جابر بن حيان شمالي الموصل من قبضة تنظيم الدولة. في وقت لا تزال فيه عملية التمشيط سارية للأحياء التي تقدمت بها في الجانب الغربي للمدينة.

 وقال العميد عبد الرحيم وداد العون، من قيادة جهاز مكافحة الإرهاب (تابعة للجيش)، إن قوات الشرطة الاتحادية والرد السريع تساندها قوة من جهاز مكافحة الإرهاب تواصل عمليات تطهير المباني والمواقع المختلفة في مناطق الدواسة والنبي شيت والعكيدات من عناصر التنظيم الذين ألقوا بأسلحتهم وأخذوا يختبئون بين المدنيين العزل.

وأعلنت وزارة الدفاع العراقية السبت مقتل عدد من "خبراء تنظيم الدولة الأجانب" في الجانب الغربي من مدينة الموصل.

وقالت الوزارة في بيان إنه "بناء على معلومات مديرية الاستخبارات العسكرية، نفذت طائرات التحالف الدولي ضربة جوية استهدفت مقرا لداعش (تنظيم الدولة) في منطقة 17 تموز بالجانب الغربي من الموصل، أسفرت عن تدمير المقر".

وأوضحت أن الضربة أدت إلى "مقتل أبرز قيادات داعش (تنظيم الدولة) من الخبراء الأجانب، وهم أبو محمد الروسي زيراوف (روسي الجنسية) وهو مهندس طائرات، وأبو عائشة (طاجيكي) خبير في تفخيخ العجلات وتطوير الأسلحة، وهو مبتكر حمل الصواريخ بالطائرات المسيرة، وأبو عمر الفرنسي (من أصول تونسية) ويعمل خبير محركات وكان أحد مديري شركة مرسيدس (الألمانية) للسيارات"، ولم تذكر الوزارة تاريخ هذه الغارة.

وعلى صعيد متصل، أعلن سلاح الجو العراقي السبت أن طائراته دمرت مركز اتصالات تنظيم الدولة في قضاء تلعفر (غرب الموصل) بقصف جوي شمل أيضا مخزنا للعتاد والأسلحة ومعملا لتفخيخ العجلات.

وفي محافظة الأنبار (غربي العراق)، ذكرت مصادر أمنية عراقية للجزيرة أن 18 جنديا عراقيا و11 عنصرا من تنظيم الدولة قتلوا في هجوم على مقر للجيش غرب الرمادي.

وقالت المصادر إن التنظيم هاجم بخمس سيارات ملغمة مقر الفوج الثالث بمنطقة الكيلو 130، وأعقب ذلك اشتباك بالأسلحة الرشاشة أسفر عن اقتحام مسلحي التنظيم المقر، إلا أن طائرات التحالف الدولي قصفت تجمعات التنظيم في أطراف الموقع المستهدف مما اضطره إلى الانسحاب.

المصدر : الجزيرة نت