يخرج المواطن شادي أبو الداير في ساعات ذروة الصباح من منزل الذي يقطن به بالإيجار لالتقاط زرقه، لكي يعود لزوجته وأولاده بيده أكلة اليوم مكوناتها في "معلبات حديدية".

ويستيقظ المواطن أبو الداير (34 عاماً) كل يوم فجأةً لإغلاق كافة نوافذ المنزل الواقع في منطقة جباليا البلد شمال قطاع غزة، خشيةً من اقتحام رائحة طعام الجيران المنزل وطفلي الصغيرين يشتهيان ويطلبان ذلك الطعام المعروف بـ  المذاق "الدسم".

وتعاني أسرته من كثرة التنقل في منازل الإيجار منذ تسعة سنوات، لكن هذه المرة مهددة بترك المنزل نتيجة تراكم إيجار ثلاثة شهور، وعدم الايفاء بالدفع لمالك المنزل.

ويقول أبو الداير في حديثه "للوطنية"، إن مالك المنزل أمهله عدة أيام للدفع، وإن لم يدفع سيطرد هو وأسرته في الشارع، مبيناً أنه قد يلجئ للسكن في المقابر.

ويشير إلى أنه عمل في الأنفاق لعدة سنوات، إلا أن إصابته الخطرة في الكتف حكمت عليه بتجميد عمله، حيث يقوم حاليًا بالأعمال البسيطة ذات الأجر القليل.

"بؤس الحياة"

ويضيف:" إيجارات المنازل عبارة عن كابوس يطاردني ليلاً ونهارًا، لا سيما أنني عرضت كل أثاث وأغراض منزلي للبيع لكي نعيش ولا نموت جوعاً".

 وتراود فكرة شيطانية في ذهن أبو الداير في هذه اللحظات، وهي اقدامه على اشعال نفسه في أولاده وزوجته هرباً من بؤس حياته.

ويناشد الرئيس محمود عباس والحكومة وكافة المسؤولين بتوفير منزل "ملك، والعمل على انقاذ حياة أسرته، بالإضافة إلى تلبية رغبته بتوفير فرصة عمل له.

فتعيش زوجته وفاء أبو الداير ضعف المعاناة، كونها قضت سنوات حياتها الزوجية عند أهلها في مخيم النصيرات وسط القطاع، الذين يعيشون فقرا مدقعا أصلاً.

وعن كيفية اطعام أسرتها، قالت وقلبها يعصره الألم والحسرة، إنها تتسول وتطلب الطعام البسيط من الجيران، مضيفاً:" أنا عائشة وميتة بنفس الوقت وليس لي حقوق كباقي نساء العالم".

المصدر : ليث شحادة- الوطنية