أحيا الآلاف من أنصار الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين مهرجان انطلاقتها الـ48، وسط مخيم جباليا شمال قطاع غزة، بمشاركة الصف الأول من قيادة الجبهة يتقدمهم أمين إقليمها في قطاع غزة وعضو مكتبها السياسي صالح ناصر، وبحضور محافظ شمال غزة صلاح أبو وردة وعضو المجلس الثوري لحركة فتح فايز أبو عيطة وصف واسع من قيادات القوى الوطنية والإسلامية والشخصيات الوطنية الاعتبارية والمخاتير ورجال الإصلاح وفعاليات وطنية وحشود جماهيرية واسعة.

وأكد عضو اللجنة المركزية للجبهة الديمقراطية سمير أبو مدللة في ذكرى انطلاقة الجبهة الديمقراطية الـ48، العزم على مواصلة المسيرة رغم الصعاب والعراقيل، وبكل ما يتطلبه ذلك من بذل وعطاء وتضحيات حتى النصر وتحت راية "م.ت.ف. " الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا الفلسطيني.

وشدد أن سياسة الانتظار العقيمة والتردد والاكتفاء بالتلويح بالمواقف والإنذارات دون الانتقال إلى الأفعال، هي سياسة فاشلة، تلحق بقضيتنا وشعبنا المزيد من الكوارث، وتعيق عوامل الاستنهاض في صفوف شعبنا وقواه السياسية، وتبدد مواقف الدعم والتأييد الدوليين لحقوقنا الوطنية والقومية.

وقال إن خيار الدولة الواحدة وفق تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أو رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو هي دولة تمييز عنصري تسيطر إسرائيل فيها على الأرض ويحشر الفلسطينيون في معازل وكانتونات، فمن ينظر إلى مسار التاريخ يُدرك أن خيار الدولة العنصرية انتهى بلا رجعة وسيُفشل خيار نتنياهو لأنه مناقض لإرادة الشعب الفلسطيني.

وطالب أبو مدللة قيادة منظمة التحرير والسلطة الفلسطينية باعتماد استراتيجية نضالية جديدة وبديلة لخيار المفاوضات العقيمة والعبثية، خاصة في ظل تحالف التوحش بين الإدارة الأمريكية الجديدة وحكومة التطرف في "إسرائيل"، واللتين تعملان بشكل منسق سواء على المستوى الميداني بتسارع عمليات الاستيطان والتهويد أو على المستوى السياسي بالقضاء على أي إمكانية لقيام دولة فلسطينية كاملة السيادة بعاصمتها القدس.

وأكد أبو مدللة في كلمة الجبهة الديمقراطية أن الانقسام الفلسطيني في عامه العاشر وصل إلى مرحلة في غاية الخطورة، خاصة أن الحلول الأحادية لطرفي الانقسام قد وصلت إلى طريق مسدود، وان كافة الخيارات جربت ولم يبق سوى خيار الوحدة الوطنية الحقيقية التي اختبرت وجربت في تجارب نضالية سابقة وحققت انتصارات مدوية لحركات التحرر الوطني بهزيمة المحتل والمستعمر.

ودعا جميع القوى والفصائل الفلسطينية للاستجابة لنداء شباب الانتفاضة بإنهاء الانقسام الأسود الذي حوّل قطاع غزة الصامد أمام الحروب العدوانية الإسرائيلية الوحشية إلى سجن كبير. لافتاً إلى أن الحصار والعدوان الإسرائيلي مع استمرار الانقسام ساهم في بطء عملية الاعمار، وتردي مريع للخدمات التعليمية والصحية والاجتماعية والحالة المعيشية وتراجع مستوى دخل الفرد، وتزايد حالات القتل والانتحار وهجرة الشباب هرباً من الفقر والبطالة وانسداد الأفق أمامهم في توفير فرص العمل والاستقرار، واستمرار مأساة انقطاع الكهرباء وغاز الطهي وتدهور الحريات العامة والديمقراطية، وازدياد الغلاء مع تزايد الضرائب والجبايات المالية.

وحمل الاحتلال المسؤولية المباشرة عن الأوضاع الكارثية، دون إعفاء طرفي الانقسام في غزة والضفة من مسؤولياتهما جراء تعاظم الأزمات، داعياً حركتي فتح وحماس إلى تقديم الوحدة الوطنية على خلافاتهما التي سبق وان توصلنا إلى توافقات بشأنها خاصة اتفاق القاهرة في 4/5/2011 ومخرجات اجتماع اللجنة التحضيرية في بيروت.

المصدر : الوطنية