كتب نائب نقيب الصحفيين الفلسطينيين شريف النيرب تفاصيل ما جرى في مؤتمر الشباب الذي عقد في العاصمة المصرية القاهرة برعاية النائب محمد دحلان.

وتحدث النيرب في مقال وصل "الوطنية" نسخة عنه عن الملفات التي طرحت في المؤتمر ،وما أكد عليه النائب محمد دحلان في الملفات الوطنية الفلسطينية.

وفيما يلي نص المقال :

على مدار يومين ، عقد مؤتمر شباب فلسطين في العاصمة المصرية القاهرة ، تحت شعار " شباب فلسطين يرسم خارطة المستقبل " وفي خلال التنظيم ظهر المؤتمر بشكل رسمي غير تقليدي ، بما يؤكد حفاوة الإستقبال والتنظيم من البلد المضيف ، فقد سمحت القاهرة بتنظيم هذا المؤتمر وسهلت عملية الوصول لإنعقاده ، رغم الظروف الأمنية المعقدة في سيناء ، في خطوة تؤكد على نية القاهرة ردم  الخلاف مع غزة ، وتحسين ظروف العلاقة معها وتطويرها لخلق بيئة إنسانية أفضل لسكان القطاع .

فقد بدأ المؤتمر بالسلامين الوطنيين الفلسطيني والمصري ، وقرآة الفاتحة على أرواح شهداء البلدين الشقيقين .

وفي خلال الجلسة الأولى ، صعد النائب في المجلس التشريعي  محمد دحلان ، إلى منصة الجلسة ، حسب البرنامج الذي أعدته اللجنة التحضيرية للمؤتمر ، وقد ظهر النائب دحلان إستثنائياً في كلمته التي إستمرت إلى ما يقارب الساعة في الحديث عن المستقبل ، وإمكانية إستشراقه من جديد ، من خلال العمل مع الشباب الفلسطيني على قاعدة الشراكة ، لإنهاء الأزمات  السياسية والإنسانية التي بالقضية الفلسطينية ، فقد أكد الرجل حرصه على بناء جسور الثقة في المجتمع الفلسطيني من أجل إنجاز المصالحة الوطنية ، وإعادة النسيج الإجتماعي المفكك بفعل الإنقسام الفلسطيني ، وذلك سعياً لإنقاذ الحالة الفلسطينية من أزماتها المختلفة ، في مقدمها الأزمة الإنسانية الكارثية التي تعصف بسكان القطاع . وما يتعرض له الأسرى في سجون الإحتلال وما تتعرض له مدينة القدس والمسجد الأقصي من تهويد ، وكذلك حال الشتات الفلسطيني ، اللذين منحهم صفة المعذبين في الأرض ، على نظرية القياس حسب رواية الكاتب الفرنسي " فانتس فالون " وذلك بفعل التهميش والإستثناء المتعمد للمخيمات الفلسطينية في دول الشتات .

وفي خلال كلمته بدى دحلان للمؤتمر مبادراً سياسياً في وضع الحلول الوطنية تداركاً للمخاطر التي تحيط بالقضية الوطنية من كل إتجاه ، خاصة بعد التغيرات الإقليمية في المنطقة ، والسياسية الأمريكية الجديدة في الشرق الأوسط .

وعند حديثه عن حركة فتح وأزماتها الداخلية ، إنطلق دحلان من واقعها في الشكر إلى الدول العربية التي حاولت رأب الصدع الفتحاوي الذي نشأ نتيجة خلافه مع رئيس السلطة محمود عباس ، وقد أكد دحلان حرصه على حركة فتح ، متمسكاً بها قبضة الأم للولد لحظة الغرق ، مؤكداً عدم الإنفصال عنها ، لكنه لم يتردد في الـتأكيد على عدم إعترافه بالمؤتمر الفتحاوي السابع ونتائجه ، مانحاً إياه صفقة " المؤتمر الإقصائي "

وفي حديثه عن حركة حماس ، ظهر النائب دحلان ، جدياً في رغبته إنقاذ غزة من كوراثها الإنسانية التي نتجت بفعل الإنقسام الفلسطيني ، مبدياً جاهزيته في المساعدة في تقديم الحلول من خلال علاقاته الدولية والعربية ، وإستعداده العمل على قاعدة الشراكة في معالجة آثار الإنقسام ، لكنه إستبعد التحالف معها وذلك نظراً للخلاف الفكري والبرنامج السياسي .

وفي خلال كلمته تمسك النائب دحلان بالثوابت الوطنية وحق الشعب الفلسطيني في الإحتفاظ بأرواق القوة من خلال ممارستة المقاومة السلمية بأشكالها المختلفة .

كما طالب دحلان منظمة التحرير إصلاح نفسها من خلال أطرها ولجانها بما يمكن جميع القوى من الإندماج فيها مساهمة في القرار الوطني ، وصولاً إلى الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس  وحق العودة وتحرير الأسرى من سجون الإحتلال .

وقبل الإنتهاء من كلمته ، طالب النائب دحلان شباب فلسطين رسم خارطة المستقبل على قاعدة الشراكة ، من خلال العمل على خلق واقع مختلف من المبادرات الشبابية من كافة أطياف المجتمع الفلسطيني ، لإحياء الحالة الفلسطينية من حالة فقدان الأمل على المستويات كافة .

وعقب كلمته ، إندمج دحلان في لجان المؤتمر الثمانية للإقتراب إلى هموم وواقع الشباب الفلسطيني ، لتصبح لان المؤتمر خلية من الإندماج الفكرة حول آفاق المستقبل " الواقع والمأمول " من الشباب الفلسطيني .

وقد إستمرت لجان المؤتمر في الإنعقاد على مدار يومين حسب البرنامج الذي وضعته اللجنة التحضيرية ، وقد كانت إحدى نتائجه المهمة ، تشكيل المجلس الأعلى للشباب الفلسطيني ، وقد وضعت لجنة الصياغة في بيانها الختامي ثمان ِ توصيات إنبثقت عن إجتماع اللجان في مجملها ،دفع الشباب نحو الشراكة السياسية والمجتمعية لبناء بيئة إسعاف للحالة الوطنية المعتلة .

وفي البيان السياسي تمسك المؤتمر بالثوابت الوطنية ،محملاً الإحتلال المسؤولية عن ممارساته الإجرامية بحق الإنسان الفلسطيني ونهب الأرض بالإستيطان العنصري ، وأكد البيان دعم المؤتمر للأسرى في سجون الإحتلال ، وتحيته للقدس وأهلها للصمود في وجه الممارسات الإسرائيلية الوقحة .

كما أكد المؤتمر في بيانه السياسي شكره لمصر رئاسة وشعباً على حسن الإستضافة

مثمناً دور مصر في العمل على إنهاء الإنقسامين الوطني والفتحاوي  .

شريف النيرب

نائب نقيب الصحفيين الفلسطينيين .

المصدر : الوطنية