اختلف محللون سياسيون حول المستقبل الذي ينتظر قطاع غزة في ظل انتخاب الأسير المحرر يحيى السنوار رئيساً لمكتب حماس السياسي في القطاع.

ويؤكد أحد المحللين أن وجود السنوار في هذا الموقع سيزيد من احتمالات المواجهة مع إسرائيل، بينما أكد آخر أنه من الممكن أن يفرض معادلات جديدة قد تقود إلى تهدئة أطول، فيما شدد الأخير على أن كل الأشخاص في الحركة أدوات تنفيذية لقرار مركزي.

ويقول الكاتب أكرم عطا الله أن اختيار حركة حماس القيادي السنوار قائداً لها في غزة يثبت ما تناقلته وسائل الاعلام الإسرائيلية أن عسكريي حماس سيطرو على المناصب الكبيرة بالحركة، حيث يصبح القرار  في يد العسكريين أكثر من السياسيين.

ويشدد على أن المرحلة المقبلة ستكون أكثر صداماً مع إسرائيل بوجود السنوار في منصب القيادة، خلفاً لإسماعيل هنية كشخصية من الجناح السياسي.

وكان السنوار الذي تحرر في صفقة وفاء الأحرار 2011، دعا في أكثر من مناسبه للاستمرار لاختطاف الجنود الإسرائيليين لتحرير المزيد من الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال.

معادلات جديدة

من جهة ثانية، أكد المحلل السياسي والمقرب من حماس إبراهيم المدهون أن السنوار يمتلك الجرأة لفرض معادلات جديدة، وهدوء بشكل مباشر مع الاحتلال خصوصا ان الواقع في غزة غير مهيئ لحرب جديدة .

وقال المدهون لـ الوطنية : " أعتقد أن شخصية يحيى السنوار  حاسمة وواضحة وقادرة على اتخاذ قرارات جريئة  من ضمنها مواجه إسرائيل، وهذا لا يعني أنه متهور وسيجر القطاع لمواجهة جديدة". وأضاف " إن لم تضطر حماس لمواجهة سيتم التمسك بالتهدئة".

وحول طبيعة علاقات حماس مع وجود السنوار، أكد المدهون أن وجوده سيعزز العلاقة مع مصر وتعميقها، وفتح مسارات جديدة، وسيفتح علاقات اقليمية عميقة مع إيران وتركيا، كما سيعطي المصالحة أولوية ولن يؤثر على مسارها.

حماس مؤسسة

ورأى الكاتب مصطفى الصواف أن حركة حماس لا يحكمها أشخاص بقدر ما تحكمها مؤسسات تقرر لها، " وأن كل الأشخاص في الحركة أدوات تنفيذية لقرار مركزي متخذ من مجالس عليا".

وأوضح الصواف أنه سواء كان رئيس حماس مشعل  أو هنية أو السنوار في غزة فهم لا يقررون السياسة العامة لحماس.

وأضاف " حماس لن تتغير بتغير القيادات، وإن حدثت بعض التغيرات في التكتيكات لتنفيذ الأهداف التي تسعى لها".

وأكد أن علاقة حماس مع الأطراف الأخرى لا تربطها وجود شخص بل تربطها قرارات المؤسسة وحماس تسير قدماً نحو ما تسعى إلى تحقيقه.

وتابع "أعتقد أن الانتخابات لا تلغي أي مواقف حماس السابقة، ولن يكون هناك أن تغيرات في استراتيجيات حماس في المرحلة المقبلة".

وقررت حركة حماس في يوليو/ تموز الماضي تعيين السنوار مسؤولا عن ملف الأسرى الإسرائيليين لديها وقيادة أي مفاوضات تتعلق بشأنهم مع إسرائيل.

المصدر : الوطنية– بلال عاشور