أجمع مراقبون وفصائل أن مبادرة حركة حماس لتسليم كافة القطاعات والوزارات في قطاع غزة لحكومة التوافق الوطني تأتي في سياق ردود الأفعال غير المرتب لها، وقد تصطدم بعقبات كبيرة تهدد فرص نجاحها.

ويرى هؤلاء في تصريحات منفصله للوطنية أن أبرز العقبات أمام تسلم الحكومة لمهامها في قطاع غزة، ملف الموظفين الذين عينوا بعد عام 2007، والذي قد يكون قنبلة موقوتة في وجه المبادرة.

وكان رئيس الوزراء رامي الحمد الله طالب حركة حماس بتسليم كافة الوزارات والقطاعات الحكومية للحكومة، واستعرض حجم المصروفات التي قدمتها الحكومة لقطاع غزة، وجاء رد حماس سريعاً بجاهزيتها الكاملة لتسليم القطاعات وكامل الوزارات على أن تكون القوى الوطنية شاهدة على ذلك.

وقال القيادي في حماس إسماعيل رضوان في تصريح خاص للوطنية :" إن الشعب الفلسطيني ليس مقسم لشعبين لكي يتم تسليم الوزارات فارغة من الموظفين، ومن يريد أن يكون وزير أو رئيس للحكومة عليه أن يحل كل مشاكله حيثما وجد سواء في الضفة وغزة والقدس والخارج".

وأضاف رضوان " حماس جاهزة  لتسليم  كل شيء بغزة بشرط قيام الحكومة بحل كافة أزمات القطاع من معابر وموظفين وكهرباء وصحه وماء بضمان الفصائل الفلسطينية".

بدوره، تمنى وزير العمل مأمون أبو شهلا أن تكون تصريحات حركة حماس بجهوزيتها لتسليم القطاعات الحكومية لحكومة رامي الحمد الله وكامل الوزارات جادة وحقيقية وليست جزء من المماحكات السياسية.

وأضاف أبو شهلا  " ننظر إلى هذه التصريحات بإيجابية من حيث المبدأ، وننتظر التفاصيل اذا كانت هناك جدية في الوصول الى تفاهمات لاستلام حكومة الوفاق مسؤولياتها وولايتها وانهاء هذا الانقسام البغيض".

الموظفون أبرز العقبات

ويقول عضو المكتب السياسي لحزب الشعب وليد العوض إن حركة حماس  ورئيس الحكومة رامي الحمد الله التقيا في نقطتين أساسيتين وهما الموافقة على مبادرة النقاط الثمانية لمعالجة أزمة الكهرباء، وتحتاج لأليات تنفيذيه، أما الثانية فهي استعداد الحكومة لتسلم كل الملفات والقطاعات في غزة ، واستعداد حركة حماس لتسليمها.

وأضاف العوض " الفصائل لن تكون شاهده لأنها هي جزء من الاتفاق ويجب تطبيق ما تم الاتفاق عليه سابقاً من خلال تمكين حكومة التوافق من العمل بغزة وحل كل الأزمات بما فيها موظفين ما بعد 2007".

وأكد أن أبرز العقبات أمام تسلم الحكومة لمهامها في قطاع غزة، هو ملف الموظفين الذين عينوا بعد عام 2007، مضيفاً "أن حزب الشعب لديه مقترح بان يتم استيعابهم وفق آلية محددة دون أن تشكل عقبة"

قنبلة في وجه المبادرة

من جهته، قال الكاتب والمحلل السياسي حسام الدجني  : " إن حركة حماس نجحت في رمي الكرة في ملعب رئيس الحكومة رامي الحمد الله الذي من المتوقع أن يفشل في استغلال الفرصة أو سيعمل على إفشالها.

وشدد على أن هذا يؤكد أن طرح الحمد الله غير صادق ومبادرة حماس غير صادقة أيضاً في تسليم الوزارات الحكومية في غزة.

وأضاف الدجني " دائماً الحلول غير المرتب لها تأتي في سياق ردود الأفعال، وأعتقد انها ستصطدم بعقبات بشكل كبير وستهدد فرص نجاحها"، موضحاً " عندما نتحدث عن تسليم الحكومة في قطاع غزة نتحدث عن أكثر من 45 ألف موظف وهذه ستكون قنبلة في وجه المبادرة".

وتابع " دون الجلوس على طاولة الحوار لتسوية كل الملفات ومن ثم التسليم والاستلام سنكون أمام سيناريو سيئ للغاية من خلال حدوث احتكاكات مباشرة بين الموظفين القدامى والجدد".

وتابع " يجب أن يكون هناك إعلان بشكل واضح ماذا تستلم حكومة التوافق، هل تستلم مبانٍ فارغة، وأين سيذهب الموظفين والمساجين، وكيف سيتم البناء على الملفات القضائية وكيف سيكون التسليم والتسلم".

وأكد الدجني أن غزة ملف معقد وشائك، ونخشى أن تنفجر الأمور، " ولذلك يجب أن يكون هناك حكماء يتحدثوا في هذه المسائلة لان القضية ليست مظاهرات لحل أزمات فقط بل هناك تعقيدات سياسية واجرائية وادارية وهذا يتطلب أن تجلس الحكومة وتستلم مجلس الوزراء لحل الملفات بشكل كامل" .

وقال :" إن الفصائل الفلسطينية تمارس الدبلوماسية الناعمة مع حركتي حماس وفتح، وهذه الدبلوماسية لا أظن أنها ستكون في يوم من الأيام أنها قادرة أن تقول لطرفي الانقسام  من هو المعطل الرئيسي، وستظل تراوح مكانها".

المصدر : الوطنية_ بلال عاشور