لم يستسلم الشاب مروان يونس ( 35 عاماً ) لمرض السرطان الذي أصابه قبل ثلاثة أعوام، فقرر مواجهته بالإبتسامة وتقديم النصائح للمرضى والأصحاء.

يونس الذي شارك جميع أصدقائه على صفحة الفيسبوك الشخصية مراحل علاجه بتفاصيلها، قرر منذ البداية مواجهة المرض بمشاركة الجميع، حيث أعلن الحرب عليه وأصر على الانتصار .

ويقول لـ" الوطنية " : " مواجهة المرض واجبه لأجل أطفالي، وأنا أردد دائماً مقولة وهي : حاول أن تعيش أكثر وتكون سعيداً، هناك العديد من الأشخاص الذين كافحوا ليعيشوا وانتهى بهم الأمر إلى الموت، فهي مجرد محاولة ".

ويمارس الشاب دائم الإبتسامة في بيته وفي اللقاءات العائلية، حياته بشكل طبيعي، فيقضي معظم وقته في محل لبيع أجهزة الحاسوب في مدينة غزة، ويستغلها في صناعة الفيديوهات البدائية يقدم فيها نصائح لمرضى السرطان والمواطنين العاديين.

ويضيف يونس " قررت أعمل مقاطع قصيرة وهي عبارة عن نصائح وتجارب مريت فيها، وهي دعم لمرضى السرطان"، مشدداً على أن العلاج النفسي هو الأكثر إيجابية لهذا المرض.

واكتشف يونس شيئاً خطيراً لا يعلمه كثير من الناس، كما يقول " وهو أن جميع المرضى يموتون بلا استثناء منهم مدته أو صلاحيته تطول، ومنهم من كان علاجه سهل ويموت بسرعة بسبب النفسية والآمل".

ويشدد على أن المريض المتفائل صلاحيته ممكن أن تدوم ٣٠ عاماً، ولكن مع الضغط النفسي وتراكمات الحياة والمسئوليات المتواصلة هي حافز قوي للخلايا السرطانية من أجل تنشيطها.

وعن مرحلة علاجه، يؤكد أنها تجربة صعبة وأن الألم لا يوصف، أما المرض نفسه سهل وهين، مضيفاً " العلاج مؤذي جداً، حاولت أن أعطي وصف لحالتي في فترة العلاج الكيميائي ولم أنجح لأنه خارج عن التوقعات وأقرب للخيال".

ويتابع " سألت كثيراً المرضى من حولي في فترة العلاج عن الوضع والحال، وكانت إحدى الاجابات ( اسأل جدران غرفتي )".

ويذكر أنه اكتشف المرض في شهر 10 سنة 2013، وبعد شهر واحد بدأ العلاج في عدة مشافي منها، الشفاء غزة، النجاح بنابلس، ساروكا بئر السبع، المطلع في القدس، تل هاشومير في تل ابيب، اسوتا في تل ابيب".

ويبين أنه مر بمراحل عدة منها الجراحة والعلاج الكيميائي، والعلاج الاشعاعي، والعلاج البيولوجي، وصولاً إلى عملية زراعة النخاع الخلايا الجدعية، لافتاً إلى أن محاصرة الورم وهو الآن ثابت بحجمه.

ويونس الذي لديه ثلاثة من الأبناء يؤكد أن صديقه الوحيد كان في تلك الفترة هو المسكنات، متابعاً " على المريض أن يتعايش مع مرضه بوجه سعيد وابتسامة لأنه مجبر عليه وعلى حسن استقباله".

وتمنى أن يختفي المرض ويتم اكتشاف علاج بعيداً عن العلاج الكيماوي، وأن يساعد الله المرضى كي يهزموا هذا المرض.

ورغم وفاة والدته وشقيقته بهذا المرض، إلا أن الإبتسامة لا زالت لا تفارق شفتيه.



M8

M9

M7

M4

M6

M5

M3

M2

M

المصدر : خاص الوطنية