اختفت الملاعق في أحد مطاعم مدينة غزة وتبدل المظهر الشرقي بآخر شرق آسيوي، حيث عيدان "هاشي" الصينية الشهيرة بجانب وجبات بحرية تظهر لأول مرة في المطاعم المحلية. نقلة نوعية يقدمها مطعم " كزا ميزا" على موائد طعامه بتبنيه الطعام الصيني كأطباق رئيسية بدلًا من الأطباق المعتادة الشرقية والغربية لدى المطاعم في غزة، والتي لاقت ترحيبًا كبيرًا من قبل الزبائن. فكرة المطعم الصيني جاءت من قبل مسؤول العلاقات العامة في المطعم محمد المصري لتغيير الروتين التقليدي لدى الزائرين الذين تعودوا على أصناف شعبية معروفة بالمجتمع الفلسطيني. وحاول المصري إدخال ثقافات جديدة داخل "المجتمع المنغلق" الذي يصعب عليه السفر والتنقل في البلدان الأخرى لظروف المعابر، والحصار، من خلال المطعم وذلك من أجل تكوين بُعدًا ثقافيًا للمجتمع. ويقول المصري لـ الوطنيـة إنه تم إجراء دراسات عديدة قبل الخوض بتجربة إدخال مأكولات صينية إلى غزة، موضحًا انه بعد البحث والتنقيب توصلنا إلى الشكل النهائي القريب من الطعم الأصلي تحت اشراف العديد من الطباخين الماهرين. ويرافق وجبات الطعام التي يقدمها القائمون على المطعم، أعوادًا من خشب الزان، تمثل حسب المصري فرصة للتعرف على عادات أكل الشعوب الآسيوية وخاصة الصينية. وهاشي هي زوج من أعواد رفيعة ذات طول متساوي تستخدم في تناول الطعام التقليدي في الصين، اليابان، تايوان، كوريا وفيتنام. وتصنع أعواد الأكل عادة من الخيزران، اللدائن، الخشب، وقد تصنع أحياناً من المعدن، العظم أو العاج، تمسك أعواد الأكل بين اصبعي الإبهام والأصابع الأخرى في يد واحدة وتستخدم لالتقاط الطعام.

الأكل الصيني

بدوره، يقول الشيف محمود الزهارنه لـ الوطنيـة أن جميع مكونات الأكلات الصينية ليست متوفرة بالشكل الكبير داخل القطاع، مثل الصدف الذي يأتي من خارج البلاد بأسعار كبيرة، على عكس مكون الصويا، والصوص الحار والحلو المتوفر بأصناف تصاحب جميع الأطباق الصينية. ويشعر الزهارنه بالسعادة الكبيرة عند إعداد الأكل الصيني وتقديم ما تعلمه من خبرات خارجية بثقافة فنون الطبخ أثناء الطهى، علاوة على ذلك إقبال المجتمع على هذا الصنف من الأكلات. وأشهر الأطباق الصينية المقدمة في المطعم "أطباق شاندونغ" يتفرع منها "سمك الشبوط المسكر"، "الصدفات البحرية المحمرة"، و"أطباق سيتشوان" منها "الدجاج مع الفول السوداني"، وزعانف القرش مع الصلصة الحاذقة، وأخيرًا "أطباق تشجيانغ" منها "الجمبري مع شاي "لونغجينغ"، الفرخ المشوي والسوشي. ويري الزائرين لمطعم كزا ميزا التميز والأبداع بنكهة الأطباق الصينية المقدمة بأعواد هاشي التي لاقت صعوبة باستعمالها كأول مرة ,لكن مع الممارسة والتعود يصبح الأمر أسهل .        

المصدر :