استعادت عائلة عاطف الظاظا منزلها في حي الشعف شرق مدينة غزة بعد عام من التشرد جراء تدمير منزلهم جراء الحرب الأخيرة على قطاع غزة. ولم يكن يتوقع الظاظا أن يتم اعادة منزله الذي حوله الاحتلال لـ أثر بعد عين بدقائق في يوم 17 من شهر يوليو العام الماضي، فيما لم تنسى عائلته المكونة من 14 فرد رحلة المعاناة التي واجهتها بين التشريد والتنقل تبحث عن مأوى يسترها بعد فقدانها لجميع مقومات الحياة الأساسية آنذاك. ويروي الظاظا لـ الوطنية خلال تواجدها بمنزله الجديد الذي يتوسط مئات المنازل المدمرة " منذ عقد مؤتمر الاعمار بمصر العام الماضي بدأت بتجهيز مخططات للمنزل وتقديمها للأونروا ولوزارة الاشغال، فكنت من المحظوظين بين الأسر اللاجئة التي تم اختياري في الأول للإعمار. ويتذكر " عندما عرفت أن أسمي ضمن قائمة الموافق عليهم لاستلام دفعات من الاونروا من أجل شراء مواد البناء، شعرت بالأمل حينها ". ويضيف " بدأت الأونروا بعد الحرب بتزويدي بمخصصات بدل الايجار، وبذلك تمكنت من استئجار شقة مؤقتة لفترة 11 شهر ثم انتقلت الى منزلنا بعد اكتمال بناؤه حديثا ". ولم يخف عاطف لحظات السعادة والراحة وهو يستلم مفتاح منزله المبني على مساحة 160 مترا مربعا وفيه ثلاث غرف للنوم ومطبخ صغير وحمام بعد 70 يوما استغرق اعادة بناؤه، فإصراره كان أقوى منه، حيث لازالت مشاهد الحرب التي تجسدت في أرواحهم. أجواء من السعادة العامرة دخلت قلوب الأسرة التي فقدت الأمل من عودتها لمنزلها مرة أخرى، فلم تخفي أم العبد فرحتها وهي تعيد مشاهد استقبال ابناءها مجددا لحظة عودتهم من المدرسة بمنزلها الجديد. وتقول إنها سعيدة جداً وهي تحتضن أبناءها داخل زوايا المنزل، في محاولة أن تمحيَ ما مر عليهم خلال الفترة السابقة في انتظار استقبال ذكريات جديدة بداخله. وتمنت أم العبد من وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين "الأونروا" أن تساعدها في اكمال منزلها من الداخل وتجهيزه من أغراض ومستلزمات ضرورية لعيش كريم. وعائلة الظاظا هي واحدة من مئات أصحاب البيوت المدمرة التي تنتظر أن تلم شمل عائلتها داخل منزلها المنتظر بناؤه. وكانت الدول المانحة وافقت شفهياً في الثاني من مارس 2009 وفي مؤتمر المانحين في شرم الشيخ على تمويل عملية الإعمار ودعم ميزانية السلطة الوطنية الفلسطينية، حيث اشترطت قيام السلطة الفلسطينية بالقيام والمسئولية عن عملية إعادة الإعمار دون إسناد أي دور لحكومة حماس في غزة، ودون التطرق إلى إعادة فتح المعابر ورفع الحصار عن غزة لإدخال المواد الخام ومواد البناء.

المصدر :