قال مستشار الأمن الأسبق الجنرال في الاحتياط غيورا آيلاند، إن “حماس” تلقت ضربة صعبة خلال الحرب.

وحذّر آيلاند من الانشغال بعدّ قتلى “حماس”، لأن هذا يصرف النظر عن الهدف الأهم للحرب، معتبراً أن الضغط العسكري الميداني على “حماس” يتصاعد، حيث قتل عدد من القادة الميدانيين، كما يتجلى في عدم القدرة على الحركة، وفي النقص بقدرات معيّنة، وفي غضب يزداد.

آيلاند، الذي يبدي مواقف متشددة وغير إنسانية، ولا يبالي بالمساس بالمدنيين، يضيف، في حديث للقناة 12 الإسرائيلية، ليلة أمس: “لكن كينونة ومنظومات العدو لم تكسر بعد، وليس فقط من ناحية استمرار السنوار في أداء وظائفه ومواصلته القتال.

كما أن شيئاً لم يحدث، إنما من ناحية مستوى الميدان: صحيح أنهم فقدوا الدائرة الخارجية– القرى والأحياء المحيطة بمدينة غزة، بيد أنهم متحصّنون داخلها، والعملية مستمرة من جهتهم، فلا نرى حتى اليوم راية بيضاء، ولا نرى مئات الرجال يستسلمون، ولا نراهم يوقفون إطلاق النار”.

و يستنتج آيلاند أن المعركة ما زالت صعبة، و”علينا أن نكون متفائلين: الوضع الحالي يتقدم، ليس سيئاً، على أمل أن نصل بعد عشرة أيام، أو أسبوعين، لحسم على الأقل في مدينة غزة”.

 ورداً على سؤال حول ازدياد الاحتجاج في العالم على الحرب، يرى آيلاند أن الجانب الأمريكي لا يفهم حقيقة ما يجري في غزة، وأنها ليست الموصل، فهي الحصن الأكثر حصانة، وفيها أجهزة متطورة جداً بدعم إيراني، مثلما لا يفهمون أنه لا فرق بين “حماس” وبين الغزيين بشكل عام، فكافّتهم يؤيدونها، وداخل بيوتهم أنفاق، ومدراء المستشفيات والمدارس يتعاونون مع حماس”.

 وفيما يتوعد قادة الجيش ويهددون بقصف مشفى “الشفاء” وبقية مستشفيات غزة (كما فعلوا مع المستشفى المعمداني)، ضمن الضغط المتواصل لترحيلها، وإخلاء شمال القطاع، طمعاً بعدة غايات. يرى آيلاند أنه “ينبغي عدم الرحمة لقطاع غزة، وعلينا القيام بما يؤدي لكارثة إنسانية لأن الشرق الأوسط يحترم الأقوياء فقط”. زاعماً أن ضباطاً أمريكيين يدركون أنه من أجل كرامة ومصلحة واشنطن في العالم، على إسرائيل أن تواصل الحرب، وتقوم بفعل يؤدي لخوف العالم منه، ولذا ينبغي مهاجمة مستشفى الشفاء، وعلى واشنطن دعم ذلك، حتى لو بثّت صورة لآلاف القتلى في العالم”.

كما دعا الجنرال الإسرائيلي لعدم الاكتراث لتصريحات ومطالب الرؤساء والملوك العرب وضغوطهم على واشنطن، فهم يفعلون ذلك منذ 20 عاماً، ولا يصغي لهم أحد”.

من جهته قال الجنرال في الاحتياط نوعم تيبون إن المعركة تجري بشكل جيّد، ولكن ينبغي تفكيك “حماس”، والوصول إلى مستشفى الشفاء، من خلال قوات مدرّعة وراجلة وقوات خاصة، وعلينا عدم الخوف من ذلك فأسفله مقر قيادات حماس”.

ويرى تيبون، في حديثه مع القناة المذكورة، لجانب آيلاند، أن ما حصل قبل شهر هو فشل ذريع، وإهانة لإسرائيل لأنها أهملت الإسرائيليين، وعلينا الآن تصفية “حماس” بشجاعة، والحساب العسير حول كيف حصل هذا الإخفاق الكبير دعونا نؤّجله لما بعد الحرب”.

وتواصل أوساط إسرائيلية واسعة مهاجمة نتنياهو بشكل عنيف، كما في افتتاحية “هآرتس”، اليوم الثلاثاء، التي جاء فيها أنه تهديد على إسرائيل، وأنه عاد لبثّ السموم والتحريض على قادة الجيش والمؤسسّة الأمنية.

ويقتبس محرر الشؤون الاقتصادية والسياسية في الصحيفة نحاميا شطرسلر، أحد أقارب ضحايا المستوطنات: “دم أقاربي على يدي نتنياهو”، ويقول إنه يجب طرد نتنياهو من سدة الحكم، الآن وليس غداً. وهذا ما تؤكده المعلقة السياسية البارزة في صحيفة “يديعوت أحرونوت” سيما كادمون، واصفةً نتنياهو بالمنفصم عن الواقع، وبأنه يبيع مصالح إسرائيل مقابل حساباته الشخصية، داعيةً من أحبوه وصوتّوا له إلى خلعه.

المصدر : وكالات