"إن حجارة منزلي والدي أكبر من عمر دولة الاحتلال"، تصرخ الحاجة نورة صب لبن (67 عاما) في وجه جنود الاحتلال الذين وقفوا أمام مأواها الوحيد داخل حي عقبة السرايا في البلدة القديمة بمدينة القدس الشريف، لتوفير الحماية الأمنية المطلقة للمستوطنين الذين استولوا على الطابق الأرضي لمنزل صب لبن منذ عام 2016.

ومنذ يوم الخميس الماضي يفد الدبلوماسيون الأجانب والنشطاء إلى منزل صب لبن، تضامنا مع الحاجة الستينية، التي تواجه غدا الأحد تنفيذ قرار محكمة الاحتلال الإسرائيلي بإخلاء منزلهما الذي تقطن بداخله منذ 55 عاما، بعد أن ورثته عن والديها.

وجراء ذلك، تعيش الحاجة المقدسية، وزوجها المسن أبو أحمد (72 عاما) أشد الأيام ضراوة، إذ سيصبح مصيرهما التشرد على قارعة الطريق، حال نفذ الاحتلال قرار الإخلاء.

ورغم جهود عائلة "صب لبن" للحفاظ على منزلها، إلا أن محكمة الاحتلال العليا بالقدس قررت إنهاء عقد الإيجار المحمي للزوجين نورا ومصطفى، وإخلائهما من منزليهما في البلدة القديمة، لصالح جمعية "جاليتسيا" الاستيطانية التي تسعى لإخلاء العائلة منذ عام 2010.

ووفقا لإفادة الحاجة المقدسية في حديثها لـ"الوطنية"، فإن جمعيات استطيانية أخرى تسعى للسيطرة على منزلها، أبرزها، "عطيرت ليوشناه"، و"عطيرت كوهنيم"، لطرد العائلة المقدسية الوحيدة، التي تسكن في منطقة تشهد وجوداً كثيفاً للبؤر الاستيطانية.

وقالت صب لبن:" إن المستوطنين خلال السنوات الماضية نهبوا الطابق الأول من منزلها المكون من طابقين، إلى جانب أجزاء أخرى من الطابق الأرضي للمنزل ذاته، أما الطابق الثاني تعيش فيه الحاجة نورة رفقة زوجها، والذي تطل نوافذه من الداخل على مشاهد تاريخية تأسر القلوب، أبرزها مسجد قبة الصخرة المشرفة، ذهبية اللون".

وأضافت:" إنه خلال الفترة الممتدة ما بين العامين 2010 و2016، خضت معركة قضائية جديدة، داخل المحاكم الإسرائيلية، التي حرمتني من عملية ترميم منزلي وجدرانه المتصدعة منذ عام 2001 حتى اللحظة، كما منعت وجود أولادي داخله، لحرمانهم من المطالب بحق حماية البيت كجيل ثالث، الأمر الذي شتت أوصال عائلتي".

ImageImageImageImageImage

المصدر : مدينة القدس المحتلة – خاص الوطنية: