تصدر اقتحام وزير الأمن القومي الإسرائيلي الجديد، إيتمار بن غفير، للمسجد الأقصى عناوين الصحف العالمية الصادرة، اليوم الأربعاء، حيث وصفت الخطوة بـ"الاستفزازية والتي تنذر بحرب دموية" وانتفاضة فلسطينية ثالثة.

وقالت صحيفة "التايمز" البريطانية في افتتاحيتها، إن إضفاء "الطابع الرسمي" على زيارة بن غفير يعد تصعيدًا غير مسبوق تقريبًا، كما إنه ينذر بمزيد من العنف واستخدام القوة المفرطة من قبل قوات الاحتلال بحق الفلسطينيين "دون حساب"، وذلك بعدما تعهد الوزير المتطرف بعدم خضوع جنوده لأي مساءلة قانونية.

وأشارت الصحيفة إلى أن زيارة بن غفير، التي جلبت إدانات عربية وأمريكية واسعة، جاءت على الرغم من التحذيرات الفلسطينية من أن وجوده قد يؤدي إلى رد فعل عنيف.

ووصفت وزارة الخارجية الفلسطينية الزيارة بأنها "استفزاز غير مسبوق"، مضيفة أن "اقتحام بن غفير للمسجد يشكل تهديدًا خطيرًا للاستقرار في المنطقة".

كما أدانت الصحيفة "صمت" رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إزاء استفزازات بن غفير. وقالت إنه على الرغم من أنه دعا إلى منع بن غفير من الذهاب هناك، إلا أنه مجبر على "التزام الصمت" لأنه يحتاج دعم حلفائه اليمينيين المتطرفين.

في سياق متصل، ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، أن استفزاز بن غفير يمكن أن يؤدي إلى تفاقم الصراع المتصاعد بالفعل مع الفلسطينيين وتوتر العلاقات مع العالم العربي الأوسع.

وأشارت الصحيفة إلى أن زيارة أرئيل شارون، زعيم المعارضة آنذاك، إلى الموقع عام 2000 قد أشعلت سنوات القتال في الانتفاضة الفلسطينية الثانية.

وقالت إنه في الآونة الأخيرة، اندلعت المواجهات بسبب الرحلات التي قام بها نواب إسرائيليون يمينيون إلى الموقع.

وجاءت زيارة بن غفير بعد أقل من أسبوع من تنصيب حكومة إسرائيلية جديدة بقيادة نتنياهو ترتكز على كتلة من الأحزاب اليمينية المتطرفة التي تعهد أعضاؤها ذات يوم بضم الضفة الغربية المحتلة والقضاء على أي احتمالات متبقية لحل الدولتين.

ولطالما دعا بن غفير إلى تغيير الوضع الراهن في الموقع الذي يدار منذ حرب 1967 من قبل المرجع الديني الأردني المعروف باسم "الوقف".

وعلى مدى عقود، ومع تلاشي احتمالات حل الدولتين وارتفاع مكانة الموقع كرمز للسيادة الوطنية، حذر القادة الإسرائيليون والإقليميون من أن أي تغيير طفيف يمكن أن يشعل المنطقة.

في غضون ذلك، نقلت "واشنطن بوست" عن ميري إيسين، وهي ضابطة استخباراتية سابقة في الجيش الإسرائيلي، قولها، إنه "بتمثيلها غير المسبوق في الحكومة الجديدة، يبدو أن الحركة اليمينية مستعدة لإغراق المنطقة في العنف كثمن لإكمال مهمتها المتطرفة".

وحذرت من أن "التطرف يؤدي إلى مواجهات تتحول إلى عنف على الفور". وقالت الصحيفة الأمريكية، إن الزيارة المثيرة للجدل سلطت الضوء على النهج المتصلب تجاه الفلسطينيين الذي وعدت به الحكومة الجديدة في وقت يتصاعد فيه العنف في الأراضي المحتلة.

مشيرة إلى أن "بن غفير له تاريخ طويل من الأعمال الاستفزازية وأدين في الماضي بالتحريض على العنصرية ودعم جماعة إرهابية".

وكانت التوترات الفلسطينية الإسرائيلية في القدس المحتلة، التي بلغت ذروتها في غارة للشرطة الإسرائيلية على الحرم القدسي، أدت إلى اندلاع قتال عنيف استمر 11 يومًا بين القوات الإسرائيلية والفصائل المسلحة في غزة في مايو 2021، بالإضافة إلى اندلاع موجة نادرة من العنف العرقي داخل إسرائيل.

 

المصدر : وكالات