اعتبر المراسل والمحلل العسكري لصحيفة هآرتس الإسرائيلية، عاموس هرئيل، المعطيات التي قدمها الجيش الإسرائيلي أمس في إحاطة للمراسلين العسكريين حول تصاعد العمليات الفلسطينية، بأنها بمثابة رسالة للحكومة المقبلة بأن الوضع الأمني هش وأن ما يقال حاليًا عبر الإعلام يتم نقله بشكل أوضح في غرف الاجتماعات التي ستعقد بعد أداء اليمين لحكومة بنيامين نتنياهو السادسة.

وقال هرئيل في تقرير تحليلي له نشر بالصحيفة، الثلاثاء، إن الجيش الإسرائيلي اختار نقل رسالة إلى الحكومة المقبلة، أشار فيها بدون أي شكوك إلى أن الوضع في الضفة الغربية يزداد سوءًا، وأن سيطرة السلطة الفلسطينية تضعف، وهناك اتجاه مستمر لتصاعد نطاق الهجمات منذ أن بدأت الموجة الحالية في مارس/ آذار الماضي، وهناك مخاوف حقيقية من تصعيد متزايد.

وأضاف: "هذه هي الصورة التي يعرفها ويريد نقلها رئيس الأركان أفيف كوخافي، ومن خلفه هرتسي هاليفي الذي سيتولى هذا المنصب خلال شهر ونصف، بأن نطاق الهجمات هو الأعلى منذ موجة هجمات الطعن والدهس في شتاء 2015 - 2016، وهذا العام كان عدد القتلى من الإسرائيليين والفلسطينيين بشكل خاص هو الأعلى وحطم أرقام قياسية منذ أكثر من عقد.

وتابع: السلطة الفلسطينية تجد صعوبات في السيطرة على الأوضاع خاصة في شمال الضفة الضفة، وقادتها يستعدون بالفعل من أجل معركة خلافة الزعيم المسن محمود عباس، والتنسيق الأمني مع إسرائيل لا يزال يعمل بشكل جيد، خاصة في الأماكن التي توجد فيها مصلحة للسلطة الفلسطينية بالإضرار بنشاط خصومها المحليين حماس والجهاد الإسلامي، إلى جانب الزيادة الملحوظة في الإرهاب وأعمال العنف من قبل اليهود في الضفة الغربية والتي يتم خلالها حرق وتخريب الممتلكات الفلسطينية". وفق قوله.

واعتبر هرئيل أن كل هذه العوامل مجتمعة تخلق واقعًا حساسًا سيتم دمجه والإشارة إليه ضمن أي تحركات سياسية خاصة مع ظهور حكومة ناشئة ستضم لأول مرة مكونات قوية من أحزاب اليمين المتطرف.

ولفت إلى أنه رغم عملية القدس الأخيرة، إلا أن الخوف المباشر في أوساط قيادة الجيش الإسرائيلي ليس "الهجمات الانتحارية"، إنما يكمن الخطر في أن الهجمات التي كانت في الماضي بالطعن والدهس، تحولت إلى استخدام الأسلحة النارية الرشاشة، وهذا يفرض مخاوف من نتائج قاتلة في ظل انتشار الأسلحة بالضفة الغربية رغم الحملة التي نفذت لسنوات لمواجهة تهريبها. كما قال.

ورأى هرئيل أن الموجة الحالية وإن لم تكن تسمى "شبه انتفاضة" يبدو أنها ستستمر حتى وإن لم تصل للعمليات الاستشهادية بتفجير فلسطينيين أنفسهم في الحافلات والمطاعم وغيرها، وأنه يكفي أن تستمر بهذا المعدل لجذب جزء كبير من القوات النظامية للجيش الإسرائيلي إلى الضفة الغربية ومناطق التماس، وإلحاق أضرار جسيمة بالتدريبات والاستعداد للحرب، وقد حدث هذا بالفعل هذا العام، إلى جانب دعوة غير مخططة لخدمة عشرات الكتائب الاحتياطية، ومن المتوقع أن تنتقل معظمها العام المقبل إلى الضفة الغربية، خلافًا لنوايا هيئة الأركان العامة بتخفيف العبء الأمني على جنود الاحتلال، وهذا سيكون له أيضًا عواقب أخلاقية واجتماعية واقتصادية.

وختم: "صراع طويل الأمد يسلب انتباه الجيش وموارده، كما حدث في الانتفاضة الأولى، وسوف يرتفع فوق الخلافات السياسية والأيديولوجية السطحية .. كل هذه الأمور، إلى جانب خطر تفكك السلطة الفلسطينية وتطور الفوضى في الضفة الغربية، تتطلب إدارة لطيفة وحذرة لاستخدام القوة، وهذا ما يريده الجيش، لكن من المشكوك فيه أن يكون هذا هو ما سيحصل عليه من أصدقائه إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش".

المصدر : وكالات