ما زال الطفل محمد عدي أبو كتيفة (8 أعوام)، موصولا بأجهزة التنفس على سرير الشفاء في العناية المركزة بمستشفى المقاصد في مدينة القدس المحتلة، والى جانبه على سرير آخر الطفل نايف خالد العودات (11 عامًا)، على الحالة نفسها، بينما استعجلت الطفلة ليان الشاعر (10 أعوام) العودة الى غزة، شهيدة.

ثلاثة أطفال استقبلهم مستشفى المقاصد، لبدء رحلة علاجية لهم جراء إصابتهم بشظايا صواريخ الاحتلال، لكن الأقدار كانت أسرع من جهود الطواقم الطبية لإنقاذ حياة ليان، فأعلن عن استشهادها جراء إصابتها الحرجة خلال عدوان الاحتلال الأخير على قطاع غزة، وبقي محمد ونايف على الحال ذاتها، منذ العاشر من آب الجاري.

الحاجة أم تيسير أبو كتيفة جدة الطفل محمد الذي لم تتمكن والدته من مرافقته في رحلة علاجه، كونها تتلقى العلاج في مستشفى بغزة، تروي في حديث لـ"وفا" تفاصيل ما حدث مع حفيدها: "كنا نستعد لإتمام مراسم زواج لعروسين من العائلة، تحول العرس إلى عزاء لاستشهاد والدة العريس وحفيدتها وإصابة 6 أطفال آخرين، ومن بينهم حفيدي محمد بعد إطلاق طائرات حربية صاروخين باتجاه سيارة "جيب".

وتضيف: "محمد كان في البيت وعندما رأى سيارة العروسين، حاولت منعه من الخروج لكنه أصر، وهو يردد: أنا "زلمي" ما بخاف من اليهود"، عندما وصل محمد سيارة العرس قصفت طائرات الاحتلال السيارة، وهو الآن يرقد بين الحياة والموت".

ويقول الدكتور معتز سلطان أخصائي الأطفال في مستشفى المقاصد: "إن الطفل محمد يعاني من وجود عدة شظايا في جسمه، حيث إن شظية أصابت الدماغ وأخرى استقرت في الرئتين في منطقة قريبة من القلب".

ويضيف: "أن الطفلين المصابين محمد ونايف وصلا بحالة صحية حرجة، حيث إن الطفل نايف العوادات كان وضعه أخطر وإصابته كانت خطيرة جدا في الدماغ، والجزء الأيسر من دماغ كان متهتكا وفقد جزءًا كبيرًا من الجمجمة".

وتقول وسام العوادات عمة الطفل المصاب نايف والمرافقة له: "كان ابن شقيقي في زيارة لمنزل جدته في خان يونس، ذهب الى الدكان لشراء الحلوى فكان الصاروخ الاسرائيلي أسرع منه، ولم يصب أي شخص سوى نايف. ووجد أحد المارة نايف ينزف على الأرض من رأسه، فنقله للعلاج".

الدكتورة ابتسام غريّب رئيسة قسم الأطفال في مستشفى المقاصد بالقدس، قالت: وصلت الى مستشفى المقاصد ثلاث إصابات بالغة الخطورة، كان أصعبها إصابة الطفلة ليان التي وصلت في حالة موت سريري، نتيجة تعرضها لإصابة في الرأس، حيث اخترقت الشظايا الدماغ وتضررت أكثر المناطق حساسية فيه، واستشهدت بعد يوم من وصولها المستشفى، وبقي الطفلان محمد ونايف في حالة بالغة الخطورة، ووضع صحي صعب للغاية، بسبب الإصابة المباشرة بالرأس "الدماغ" إضافة إلى إصابات بالصدر والرئة للبعض، وكلاهما على أجهزة التنفس".

أما الطفلة ليان التي كانت برفقة أفراد عائلتها في رحلة إلى شاطئ البحر، أصيبت داخل سيارة العائلة بشظايا متطايرة من انفجار صاروخ على بُعد أمتار من سيارة العائلة، وكانت اصابة ليان الأصعب وتسببت بتلف بالدماغ. وصلت الى المستشفى في حالة موت سريري، وبعد يوم فقط من وصولها عادت الى أهلها شهيدة.

المصدر : وفا