لم يمنع مرض السرطان الشاب عبد الله أبو شعبان "20 عامًا" من ممارسة هواياته في رفع الأثقال بإحدى نوادي مدينة غزة بعد أن حصل على موافقة من طبيبه لممارسة هواياته بشكل يومي.
ويطمح عبد الله الشاب الذي يدرس الصحافة والإعلام في الجامعة الإسلامية الاستمرار في "نادي الحديد" حتى بناء جسد رياضي يستطيع من خلاله المنافسة في الفعاليات العربية والغربية.
ويقول أبو شعبان لـ "الوطنيـة" : " عند قدومي لنادي الحديد ومنافسة أصدقائي والرياضيين أشعر بأنني شخص طبيعي جدًا ومعافى، ولا أعاني من أي مرض".
ويتعايش أبو شعبان مع المرض بكل إيجابية وروح رياضية بعد أن همش المرض بشكل كبير ووضع نصب عينيه طموحاته أهمية وحصوله على الشهادة الجامعية.
وتتزايد أعداد المصابين بمرض السرطان يوماً بعد آخر في قطاع غزة، في ظل واقع صحي يعجز عن توفير رعاية مناسبة تواجه المرض في مختلف المراحل التي يمر بها.
ويرجع أطباء متخصصون أسباب ارتفاع عدد المصابين بأمراض السرطان في غزة إلى استخدام الاحتلال الإسرائيلي الأسلحة المحرمة دوليا كالفسفور واليورانيوم المخصب، حيث أثبتت منظمة الصحة العالمية أن تلك الأسلحة تسبب الإصابة بمرض سرطان "الرئة والدم".
ويسرد أبو شعبان لحظات من بداية إصابته في "الكانسر"، ويقول "شعرت في صعوبة كبيرة بالتنفس وانتقلت فورًا لإحدى المستشفيات وعملت اجراء فحص أشعة فظهر الورم".
ويضيف "أمي هي أول من علمت بأنني مُصاب بالمرض، فعملت على تهدئتي وإعطائي الأمل والتفائل، رب الخير لا يأتي إلا بالخير".
ويتابع: " الأطباء في غزة لم يتمكنوا من إجراء العملية التي قرروها بسبب ضعف الإمكانيات، لذا تم تحويلي لأحدى المستشفيات داخل "إسرائيل، وهناك تم حقني أول جرعة كيماوية، فقدت الوعي على أثرها لمدة ثلاث أيام".
ويردف أبو شعبان " بعد استيقاظه من فقدان الوعي "الغيبوبة" استكملت جرعات العلاج الكيماوي والمتمثلة بستة جرعات، وبعدها أجريت علمية واستأصلت الورم ومن ثم عملية أخرى لزارعة النخاع".
ويتم تحويل من "300 لـ 400" مصاب بمرض السرطان للعلاج في الخارج سنوياً، نظرًا لوجود نقص في العلاج الكيماوي وعدم وجود إشعاع ومسح ذري في القطاع.
ولا يترك الشاب يومًا من حياته يمضي دون أن يسقي وروده ويجلس في حديقة منزله التي يعتبرها منفسه الوحيد الذي يعطيه الأمل والتفائل بٍغد أفضل بعيدًا عن فحوصات الأطباء والعقاقير.
ويقول صديق المريض عبد الله، جهاد جحجوح إن: " عبد الله من الأصدقاء التي تمتلك حُسن الخلق الطيب والثيمات الحسنة التي لا تجدها في الكثير".
ويعتبر أن مرض صديقة لن يغير شيئًا في علاقتهما المتينة ولن يزيد شيئًا، معتبرًا أن مرضة محنة من الله تعالي ويجب أن يتقبلها ويكون عند حسن الظن في الله.
بدوره، يقول المحاضر في الجامعة الإسلامية حسام عايش: " أتعامل مع عبد الله كباقي أصدقائه ولم أشعر يومًا أنني في حاجة لأميزه عن غيره من الطلاب".
وطالب عبد الله بالاستمرار دراسته الجامعة والاهتمام بها، وأن يمارس حياته اليومية بشكل طبيعي دون أن يشعر بالتمييز، لضمان نجاح حياته".
المصدر :