ساندوك روت طبيب رمد من جمهورية نيبال الأسيوية، يؤمن بأحقية الفقراء في الحصول على أفضل مستويات الرعاية الطبية، فأخذ على عاتقه مهمة علاج مرضى العيون وفاقدي البصر من الفقراء . وشكلت له المهمة التي تخيرها لنفسه، دافعاً قويًا لأن يبتكر أسلوب علاجي يضمن لهم سرعة الشفاء، غير أن السرعة لدى روت تجاوزت حدود الواقع الملموس في ظل إجراء جراحي توصل إليه، لا تتجاوز مدته الخمس دقائق. ونجح الطبيب في أن يرد لما يزيد عن المئة ألف مكفوفًا أبصارهم، ويقوم على عمل جرح دقيق في العين، يتم من خلاله نزع الساد الذي يعيق الرؤية، وهكذا يتم التخلص من إعتام عدسة العين، ليتم على إثره زرع عدسة صناعية موضع الجرح. تشير إحصائيات منظمة الصحة العالمية، إلى أن 90 % من المكفوفين يعيشون في المناطق الفقيرة التي تعاني مستويات متدينة من الرعاية الصحية، ورغم أن غالبيتهم يمكن علاجه بسهولة، فإن ضيق ذات اليد يحول دون تمكنهم من تلقي العلاج اللازم، وهو ما دفع روت عام 1994 إلى تأسيس مستشفى "تيلجانجا" للعيون في العاصمة النيبالية كاتماندو، بمساعدة الطبيب الاسترالي فريد هولوز ولأن الوحدة العلاجية التي أسسها «روت» قد لا يتسنى للبعض من الوصول إليها، فقد عمد روت إلى تنظيم حملات طبية، تتجول في بلدان العالم الفقير، حيث يقوم هو الفريق الطبي بتظيف خيام أو فصول دراسية وتجهيزها كغرف عمليات. كما عمد إلى نقل خبرته وأسلوبه المبتكر إلى أطباء جراحات العيون في كل الدول التي قام بزيارتها.  

المصدر :