"الديوراما" هي وسيلتك لبناء مشهد مشوق في مساحة ضئيلة، وهي غالبًا ما تعرض حقبة زمنية تاريخية أو منظرًا طبيعيًا أو موقفًا خياليًا، كما أنها تسمح بمساحة شاسعة للإبداع والابتكار.
مجدي أبو طاقية شاب فلسطيني من سكان مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، جمع مخلفات الاحتلال ليشكل بأنامله مجسمات منحوتة صغيرة تسمى بفن "الديوراما" فجميع المجسمات التي قام بعملها مصنوعة من الرصاص الذي كان يطلقه الاحتلال الاسرائيلي على المواطنين، بحيث تجسد كل منحوتة صورة من المعاناة التي عانى منها الشعب الفلسطيني التي واجهها خلال اعوامه السابقة.
أبو طاقية (40 عاما) روى لـ "الوطنية" حكايته في اكتشاف موهبته، موضحاً أن حين أصيب أخاه في قدمه قام بأخذ الرصاصة التي تم استخراجها منه وصنع منها مجسم صغير لتكون بداية انطلاق مشواره الفني في عمل المجسمات من مخلفات الاحتلال.
ونوه أن العمل في المجسمات الصغرى يحتاج إلى الكثير من الدقة والتركيز والاهتمام بالتفاصيل الصغيرة والدقيقة، لافتًا إلى أن لديه الصبر والبال الطويل لساعات وهذا ما يجعله ناجح في هذا الفن.
ويجمع أبو طاقية أفكاره من الواقع الذي يعيشه مثل جرائم قتل محمد الدرة، وابراهيم ابو ثريا ورزان النجار، فهذه أفكار تجسد معاناة الشعب الفلسطيني، مضيفا أنه يقوم باستخدام أدوات بدائية في عمله من مبارد ومناشر وغيرها من الادوات التي كان يستخدمها الأجداد في العمل قائلاَ" انا لا أملك قوالب جاهزة لأي منحوتة ".
أما عن شغفه بفن النحت، فقال إنه عندما يخطر في باله شيء معين ويكون لديه الامكانية في تجسيده إلى واقع، فهذا الشعور يخلق الدافع لديه بنحت عمل أقوى من السابق في كل مرة.
وأشار الى أن هذا الفن عبارة عن مهنة ورسالة، وعن طريق المشاركة في المعارض المختلفة يمكن كسب مبلغ بسيط من المال، مبيناً أنه له قيمة في الخارج أكثر من هنا لأنهم يقدرون بشكل أكبر هذه الاشغال اليدوية.
لاقى الفنان تحفيزاَ كبيراَ لإكمال مسيرته الفنية من المواطنين عامة، ومن أهله وأصدقائه خاصة بالإضافة للمؤسسات المحلية والعالمية، وهذا ما يجعله مستمراَ في عمل هذه المجسمات الصغيرة، حتى يصل فنه وصوته إلى العالمية ويوصل قضيتنا الفلسطينية إلى العالم عن طريق فن الديوراما.
المصدر : الوطنية - تامر عليان وآية العمريطي