تعرضت لحادثٍ في سيارتها كان سببًا لأن تقلب حياتها رأسًا على عقب، وأن يُحكم عليها بالرغم من أوضاعها الصحية، بالسجن بتهمةٍ هي بريئة منها.

الأسيرة إسراء الجعابيص (32 عامًا) من بلدة جبل المكبر بالقدس المحتلة، وأم لطفل عمره (8 سنوات)، تقبع في سجون الاحتلال منذ عامين بعد أن حُكم عليها بالسجن لمدة 11 عام بتهمة أصرت عليها نيابة الاحتلال مع عدم وجود أيه أدلة تثبتها، وهي الشروع "بتنفيذ عملية ضد مجموعة من الجنود وقتلهم".

إسراء واحدة من عشرات الأسيرات الفلسطينيات اللاتي يقبعن خلف سجون الاحتلال الإسرائيلي وسط ظروف شديدة وقاسية، وفي مواجهة مستمرة للسياسات القمعية التي تنتهجها سلطات الاحتلال بحقهن.

بعد تعرضها لحادث أدى إلى انفجار في سيارتها، ولقربها من حاجز احتلالي على مداخل مدينتها القدس، أصر الاحتلال أنها كانت تحاول تنفيذ عملية تفجير للمركبة على الحاجز، والذي كان يبعد عن الحادث أكثر من 500 متر.

وقد أصيبت بحروق بالغة في جسدها أثناء الحادث، وتحتاج الآن لرحلة علاج طويلة للتخلص من أوجاعها التي باتت لا تفارقها، إلا بفعل المهدئات التي تتناولها في السجن الذي يفتقر للرعاية الصحية.

وتعاني الأسيرات في سجون الاحتلال من الإهمال الطبي، وحرمانهن من الحق في العلاج بعدم توفير الأدوية الضرورية.

كما يمارس الاحتلال بحقهن كل أساليب الضغط النفسي والعقلي؛ تبدأ من سياسة العزل والحبس الانفرادي والتنقلات التعسفية دون أدنى مبرر، لتصل إلى عمليات اقتحام غرف الأسيرات ليلًا أثناء نومهن.

ولا تستطيع إسراء تناول الطعام بيديها المصابتين ولا القيام بأدنى مهام المعيشة اليومية، كما تحتاج إلى عدة عمليات عاجلة في عينيها ووجهها ولفصل أذنيها الملتصقتين برأسها، ولعلاج إصابات بالغة في يديها وقد أكلتهما الحروق، ويرفض الاحتلال تحويلها للعلاج.

وتقول عائلتها: "لا نطالب بالإفراج عن إسراء، فقط نريد السماح بعلاجها كي يستطيع طفلها معتصم التعرف عليها كلما كبرت به السنين في غيابها".

بدوره، قال رئيس لجنة أسرى القدس أمجد أبو عصب لـ "الوطنية"، إن وضع إسراء مستقر حتى الآن، تعاني من حروق في كافة أنحاء جسدها من الدرجة الثانية والثالثة؛ نتيجة الحريق الذي نشب في سيارتها.

وأضاف " لقد تم بتر أصابعها العشرة بسبب التهاب أصابهم بفعل الحادث قبل عام، ولكن مع إثارة موضوع عهد التميمي وقضايا السجون برزت هذه الأمور على السطح من جديد".

وعن سبب الحادث الذي تعرضت له إسراء يقول: "الاحتلال يدّعي أنها كانت تحمل بسيارتها أنبوبة غاز وتنوي تفجيرها بالحاجز، وآخرون يقولون إنه حادث عرضي، فالأمور غامضة بهذا الموضوع حتى الآن".

وأضاف أنه حتى ولو كان أي من هذه الاحتمالات صحيحة، طالما أنها اعتقلت يحق لها حسب القانون الدولي أن تتلقى العلاج اللازم.

وأشار إلى أنها بحاجة شديدة إلى أن تأخذ الأدوية والمهدئات اللازمة، كما أنها بحاجة إلى طبيب نفسي وموجه سلوكي، فقد تغيرت كل ملامح وجهها، والتصق جلدها ببعضه، لتصبح حياتها صعبة جدًا.

وبما يتعلق بإطلاق سراح إسراء، يقول أبو عصب : " نأمل بأن تتم صفقة تحرير أسرى بأقرب وقت ليتم إطلاق سراحها، فهي بحاجة لأن تتواجد في المستشفى لفترة طويلة لتلقي العلاج".

وأوضح أن هناك الكثير من المطالبات من أعضاء كنيست ومؤسسات حقوقية من أجل مساعدة إسراء وعلاجها كما يجب، ولكن قضيتها ليس بهذه السهولة كما يعتقد البعض.

وأكد أن الحروق التي تعاني منها إسراء عبارة عن وباء صعب جدًا بحاجة إلى متابعة طبية حثيثة، فقد تتطور الأمور لتصل إلى التهابات والتصاقات ومشاكل كبيرة قد تؤثر بشكل كبير على حياتها.

المصدر : الوطنية - إسراء شحادة