مع تواصل التنديدات والاستنكارات لاقتحام المتطرف " ايتمار بن غفير"، واستعراضه المتعمد بالتقاط الصور في باحات المسجد الأقصى ، التي أثارت النفوس ، لم تكن الأول  من نوعها ، ولن تكن الأخيرة بالطبع ، وهذا بسبب عقلية الاستعمار القائمة على التطرف والارهاب وعدم احترام قدسية الأماكن الدينية ، التي تمثل رمزية عقائدية وانسانية عنوانها الاقتراب منها أو محاولة المساس بها  خط أحمر، تجاوزه من الطبيعي سيؤدي إلى ردات فعل غير متوقعة لا يستهان بها على الاطلاق .

اليوم وفي ظل الاقتحامات المتكررة لقطعان المستوطنين والمتطرفين من الصهاينة للمسجد الأقصى المبارك ، والتي على رأسها اقتحامات المتطرف "بن غفير" تعتبر مسألة خطيرة للغاية ولها أبعادها وارتداداتها الأكثر خطورة في حال تكرارها ، وذلك لأن "بن غفير" أصبح  اليوم جزء من حكومة الاحتلال الاسرائيلية اليمينية المتطرفة التي يتزعمها بنيامين نتنياهو" وتوليه منصب بما يسمي وزير " الأمن القومي" واعطائه مساحة واسعة وغطاء "شرعي" من حكومة الاحتلال بممارسة الاقتحامات والاعتداءات ضمن مفهوم لا حسيب ولا رقيب .

 العقلية الاستعمارية المتطرفة  للارهابي " ايتمار بن غفير" تقوم على الغاء الوجود الفلسطيني بأكمله من أرضه ومقدساته ، وهذا الأمر تدعمه به حكومة الاحتلال وتسانده في أفعاله ومواقفه ، الأمر الذي يعني أن بنيامين نتنياهو زعيم الحكومة اليمينية الحالية يحمل نفس التوجهات والتطلعات ، وإن كانت بشكل غير مباشر ، لأن الصمت على أفعال " بن غفير" تعتبر مباركة بالخفاء من حكومته الاستعمارية ، وهذا ما يستدعي الوقوف بشكل حازم وصارم في وجه حكومة الاحتلال على كافة الصعد والمستويات الفلسطينية والعربية والعالمية، حتى لا يتم جر المنطقة بأكملها لساحات حرب مفتوحة ، لأن المسجد الأقصى ليس ذو دلالة ورمزية فلسطينية فحسب ، بل هو عنوان عقائدي وانساني لكافة الشعوب العربية من المحيط للخليج.

لقد حان الوقت العربي للوقوف بشكل أكثر حزمًا وصرامة تُجاه تصرفات الاحتلال ومنعه من استمرار ممارسته في تصرفات غير مقبولة ، لأن في حال استمرارها ستكون بمثابة الفتيل الذي سيشعل المنطقة نارًا.

فلهذا المطلوب فلسطينيًا وعربيًا وعالميًا الخروج من حالة الصمت والاكتفاء فقط بالشجب والاستنكار ، لأن أفعال حكومة الاحتلال وما يقوم به المتطرف " ايتمار بن غفير" ستكون نتيجته الحتمية في نهاية المطاف النار والدمار، ومن هنا يأتي التأكيد أن افعال  "بن غفير" عنوانها القادم أخطر.