كثر الحديث والكتابة حول وسائل الإعلام المقروء والمسموع والمشاهد وشبكات التواصل الاجتماعي باعتبارها وسائل اتصال لمادة اعلامية ولمضمون موضوعات ذات أهمية بالنسبة للمتلقي ولكن بدرجات متفاوتة .


لا أريد من خلال مقالتي أن أبرز مساحة الأخطاء والتوجهات التي لا عائد منها ولا نتيجة من ورائها فالعمل بمجمله نتاج جهد كبير ومال وفير وأفكار تحترم لآراء أناس يبذلون من الجهد الكبير

لكننا وبمناسبة قرب عام جديد ارتقيت أن أتحدث عن الإعلام بكافة وسائله ومضامينه ونتائجه ليس لتصيد الأخطاء ولكن لتصويبها والبناء على كل ما هو اضافي ونوعي ومتميز بمساحة الفضاء الإعلامي .
لو حاولنا أن نقسم الخارطة البرامجية لعمل أي مؤسسة اعلامية سنصل بنتائج أولية أساسها الموضوع السياسي وأنا لا أجد مانعا من تصدر المشهد السياسي على اعتباره مسالة ضرورية وذات علاقة هامة واستراتيجية بالعديد من مناحي حياتنا الاقتصادية الاجتماعية التعليمية والتربوية وغيرها من مناحي حياتنا المتعددة بجوانبها العديدة .

الموضوع السياسي على اهميته وضرورته وحضوره الدائم الا أننا يجب ان نلاحظ امرا بغاية الأهمية والضرورة حول الفارق الشاسع والفجوة العميقة بين الأداء الإعلامي السياسي والواقع بكل ملابسته وحيثياته والتي تتحدث بصورة معاكسة الى حد كبير عن المشهد السياسي برغم اهميته وحضوره .

السياسة تعتبر الوجه الاخر للاقتصاد والاقتصاد تعبير هام واساسي للحالة الاجتماعية والعلمية وللموارد البشرية وللطاقة الانتاجية ولحركة الاسواق وقدرة التسويق وقوة القدرة الشرائية ومعدل نسبة الدخل ومعدلات العمل والبطالة المتفشية أي أننا عندما نتحدث بالإعلام بالملف السياسي سنجد انفسنا دون أن ندري نتجاهل بصورة غير مقصودة الكثير من الموضوعات ذات الاهمية والالحاح بحياتنا اليومية وحتى أكون أكثر دقة فيما أتحدث به فالحديث عن الديمقراطية هل تأخذ ذات البعد والمعنى والتطبيق الفعلي بحالة البطالة والجهل والفقر كما حالة العمل والوعي والحريات وارتفاع معدلات الدخول وقلة نسبة البطالة ؟؟؟!! فارق شاسع وفجوة عميقة والحديث يطول ولا يتوقف عندما نريد الحديث عن أي موضوع كان يجب أن يكون له أساس واضح ومعايير محددة وامكانيات متوفرة حتى نتمكن من الوصول الى نتائج مرضية .

قد يستغرب القارئ العزيز من مقدمة مقالتي حول الاعلام والعام الجديد لكن الحقيقة بأنه ليس هناك من غرابة في مثل هذا الحديث الموضوعي الذي يجب أن يأخذ حيزا كبيرا من مساحة المفكرين والمثقفين والاعلاميين وحتى أن يأخذ حيزا كبيرا من مساحة الجهد الذي يبذل بسياسة التدريب المهني والعلمي حول العديد من التخصصات .

فالمسألة ليست نظريات جامدة صماء لا روح فيها بل ان العمل المخطط والمدروس والذي يبذل فيه الكثير من الجهد لأجل نهضة المجتمع وتطوير قدراته وتنويع مميزاته وايصاله الى درجة عالية من القوة العاملة والمؤثرة سيكون عاملا مساعدا لباقي الجهود الثقافية والاعلامية والتنموية وحتى يكون الاعلام مؤثرا وفاعلا ومتميزا لا أن يكون مجرد كلام بالهواء وصورة بالفضاء وساعات تمضي دون عائد وانتاج يرضي الاهداف ويحققها والتي من اجلها وجدت كافة وسائل الاعلام .

يجب ان يكون العام الجديد عام عطاء واستفادة قصوى من كل دقيقة بالبث الاذاعي والفضائي ومساحة الصحف والمجلات ووسائل الاتصال التكنولوجي لا يجب ومن غير المسموح أن يكون الزمن للاستهلاك والهلاك وليس للبناء والرقي وتعزيز القدرات لأن الحديث عن هذا الموضوع الذي نفتتح به عام جديد اساسه وهدفه الرئيسي الانسان الذي نعتمد عليه بكافة مناحي حياتنا والذي تبذل فيه الجهود من اجل تعزيز قدراته وتنمية مهاراته وافساح المجال له للإبداع والابتكار والتميز والوصول الى درجة عالية من النموذج الانساني القادر على العمل بإيجابيه عالية والتأثير على من حوله حتى نصل جميعا الى المستوى المنشود والمطلوب لمجتمع راقي وقادر على مواجهة تحدياته واعباء حياته وان نخرج من دائرة الشكوك والاحباط والياس وعدم المقدرة على العمل حتى دون ادنى محاولة .

الانسان اغلى ما نملك وعليه يجب ان نسخر كافة الطاقات والوسائل والامكانيات من أجل حمايته وتطوير قدراته وافساح المجال له للمزيد من الابداع والابتكار واعطاءه لمزيد من الفرص حتى نكون مخلصين لعملنا ودورنا والاهداف التي وجدنا من اجلها

عام جديد لإعلام جديد ولإنسان إيجابي جديد نأمل أن نرى ملامحه الأولية بعد تجربة طويلة أتمنى أن نكون قد استخلصنا منها المزيد من الدروس والعبر وحتى ندخل بالعام الجديد ونحن نشعر جميعا بإيجابيه عالية أننا نطور من فكرنا ونزيد من مهاراتنا وقدراتنا وأن نحقق المزيد من النتائج التي نتمنى رؤيتها .