أسدلت حركتا فتح وحماس الستار على خلافٍ فلسطيني دام (11) عاماً بالإعلان عن اتفاق مصالحةٍ كُتبت تفاصيله في العاصمة المصرية القاهرة، لتبدو هذه المصالحة في نسختها الحديثة مقدمةً لإنهاء أزمة رابطة الصحفيين الرياضيين الممتدة منذ سنوات ماضية.

انتخابات رابطة الصحفيين الرياضيين المعلقة منذ العام 2014، قد تحركها التطورات الأخيرة، خاصة أن تعطيل هذه الانتخابات جاء نتيجةً للخلافات السياسية والتي ضربت بيت الصحفيين في مقتل وجعلتهم بلا مأوى لسنوات عدة.

أزمة رابطة الصحفيين الرياضيين شابهت في شكلها الأفلام الهندية التي لا نهاية ولا محتوى لها، فالبداية كانت مع استقالة مجلس إدارة الرابطة برئاسة حسين عليان، ومن ثم تشكيل لجنة تحضيرية يقودها أسامة فلفل تدرس طلبات الانتساب وتملأ الفراغ خلال مرحلة انتقالية، يتبعها انتخابات محددة اليوم والتاريخ لتسليم المفاتيح والمهام إلى مجلس جديد وقيادة جديدة.

هذا السيناريو المثير للجدل لم تفهم تفاصيل حكايته بعد، لماذا استقال مجلس إدارة الرابطة برئاسة حسين عليان؟! لماذا ظهرت اللجنة التحضيرية؟! لماذا لا يسلم المجلس القديم إذا ما أراد الاستقالة مهامه إلى مجلس جديد بانتخابات رسمية؟! أسئلة جعلت ما يحدث أمراً مبهماً، أما التفاصيل فهي بمثابة ذلك الحق الذي يراد به الباطل.

لكن الانتخابات لم تحدث، لتقدم اللجنة التحضيرية على الاستقالة بلا رجعة رغم كل الضغوطات الرافضة لهذا القرار، ثم عاد مجلس إدارة الرابطة المستقيل سابقاً إلى مهامه دون إعلان أو دون أخذ موافقة الجمعية العمومية، لتدخل رابطة الصحفيين في نفق مظلم لا يمكن تفسير جوانبه الحالية، فيما بقيت الجمعية العمومية تماماً مثل شاهد ما شفش حاجة.

ما هو مؤلم أن أزمة الرابطة استغلها البعض بالطريقة الأمثل للصعود على أكتاف الجمعية العمومية وتحقيق العديد من الأهداف والمصالح الخاصة، ما يستوجب من الجمعية العمومية التحرك الجاد من أجل إيقافه على الفور، ويكفي أن مجلس الرابطة الأخير عند الأزمات يدعي الاستقالة، وفي الاحتفالات ورحلات السفر يعود إلى موقعه القيادي دون حسيب أو رقيب.

باختصار.. كان من المفترض أن يبقى بيت الصحفيين الرياضيين بعيداً عن كل البعد عن التجاذبات السياسية، خاصة أن الوسط الرياضي يفتخر باعتباره أول الأوساط الفلسطينية تحقيقاً للوحدة، عبر ما يعرف بالوفاق الرياضي، لكن علينا نسيان الماضي والتركيز فيما هو قادم من خلال البحث عن حلول للأزمة وتحديد موعد جديد طال انتظاره لانتخابات الرابطة.

ختاماً على الجمعية العمومية لرابطة الصحفيين الرياضيين الخروج عن صمتها والتحرك الجاد لإعادة الرابطة إلى مسارها الصحيح، وتحديد موعد نهائي لا رجعة عنه لإجراء الانتخابات وتحديد مجلس جديد للرابطة، أملاً في عودة الصحفيين إلى موقعهم المعهود في عملية البناء على الساحة الرياضية.