تداولت بعض من المصادر الصحفية الفلسطينية هذا الصباح خبرا مفاده رحيل السفير القطري محمد العمادي رئيس لجنه إعادة إعمار غزة إسرائيل متوجهًا إلى قطر، دون تسجيل أي اتفاقيات بشأن توزيع المنحة الشهرية على غزة. 

المصادر أكدت إن هذه الخطوة تعني خروج العمادي بدون أي نتيجة تفاوضية مع عناصر الأمن الإسرائيلي التي تفاوضت معه ، سواء من الشاباك أو الموساد أو مكتب رئيس الوزراء ، وهو ما يزيد من دقة الموقف السياسي الحاصل الآن على الساحة.  

ما الذي يجري ؟   

وصل السفير القطري محمد العمادي خلال الأيام الماضية إلى غزة ، واجتمع مع عدد من المسؤولين الفلسطينيين بالقطاع . ونبهت عدد من التقارير الصحفية الفلسطينية في المجمل إلى أن حركة حماس طالبت وبحسب ما تداولته بعض من التقارير الغربية ب:  

1- إضافة عدد من الأسماء الجديدة في قائمة الكشوف المالية المستحقة للمنحة المالية. 

2-  تغيير سير النفقات المالية للكثير من المستحقات ، بحيث تصل إلى دوائر معينة وخاصة تابعة للحركة.  

3- تتحفظ إسرائيل كثيرا على بعض من هذه الدوائر ، وترى إن حصولها على الأموال سيؤدي لنشوء حالة من عدم الاستقرار والتهديد لإسرائيل بالمستقبل.    

من هنا تصاعدت حده الأزمة بين الجانبين . وتأكد ذلك مع تواصل مفاوضات العمادي مع الاحتلال لعدة أيام بدون فائدة تذكر ، الأمر الذي يشير إلى الإصرار الإسرائيليين على مطالبهم.  

وبات واضحا أن القيادات الأمنية في إسرائيل غير معنية بتحقيق الرضا لحماس ، والأهم من هذا إن أي مصادقة على الأسماء الجديدة الموجودة في قائمة المستحقين لنيل المعونة القطرية يجب آن يحظ بدعم إسرائيل . 

من هنا تصاعدت على ما يبدو حدة هذه الأزمة ، وبات الحديث حاليا عن بعض من التوقعات الناجمة عن عدم صرف المنحة ، وهي كالتالي:  

1- إمكانية اشتعال الوضع من جديد في غزة ، والحديث هنا وبحسب رصد تقارير صحفية غربية يتعلق بتسخين الموقف بالمظاهرات أو التصعيد الأمني والاحتجاج ، دون الحاجة إلى التصعيد بالصواريخ آو بالعمليات الداخلية.   

2- تصاعد الحديث من جديد عن إمكانية عودة عمليات الإرباك الليلي الفلسطيني على حدود غزة وإسرائيل.   

3- الاستعداد للحديث عن ربط ما يجري في غزة بالتطورات في لبنان (مناورات حزب الله) تحديدا 

4- التركيز على أن فشل صرف المنحة يتسبب في مشاكل لإسرائيل 

5- التركيز على أن الاحتلال هو السبب لأنه فرض شروطا جديدة لتلقي المنحة. 

دفع الثمن 

غير أن السؤال الدقيق الآن ، ما هو السبب وراء إصرار القيادات الإسرائيلية على معاقبة حركة حماس ورفض الموافقة التامة على الشروط التي وضعتها حركة حماس لصرف الأموال؟  

بات واضحا أن كشف عناصر جهاز الشاباك الإسرائيلي تورط حركة حماس في تجنيد عدد من عرب إسرائيل للقيام بعمليات في الداخل له ثمن ، وهو الثمن الذي أصرت عناصر الشاباك على أن تدفعه حماس الآن ، وهو ما يزيد من دقة هذه الأزمة حاليا.  

وخلال الفترة الأخيرة تم القبض على شاب من أم الفحم للاشتباه في نيته القيام بعمليات تفجيرية، بعد أن تم تجنيده في الجناح العسكري لحركة حماس في قطاع غزة ، ونبهت مصادر إسرائيلية إلى أن هذا الشاب قدم إلى إسرائيل معلومات خاصة تتعلق ببعض من المواقع العسكرية داخل إسرائيل ، ومنها وزارة الدفاع وبعض من المواقع العسكرية الأخرى. 

تقدير استراتيجي 

بات واضحا أن هناك حوارا أمنيا ساخنا الآن بين حماس وإسرائيل ، وهو الحوار الذي انعكس في التعاطي مع العمادي ، الأمر الذي يفتح الباب حاليا نحو الكثير من التوقعات الاستراتيجية المتعلقة بتداعيات هذا الحوار.