استدعاء المسؤولية الأخلاقية لتقييم الوقوف الوطني مع الذات الفلسطينية لابد منها، بعدما وصلت حالة الفشل والعجز السياسي الفصائلي إلى منتهاها ، وأصبحت بالتجربة والبرهان والدليل غير قادرة على اختراق الحالة الواقعية واستبدالها في حالة وحدوية تحدد مفهوم وحدة الهدف والمصير المشترك ، الذي هو بمثابة  الضمير الغائب ، الذي يحتاج الى حاوي ماهر يعمل على ايقاظه من غفوته العميقة المحصورة في كهف الظلام، الذي عنوانه الانقسام ، الذي أوقف عجلة الحياة الانسانية ،وعطل ساعة الزمن السياسية ، وقضى على كافة الأحلام الوطنية ، نحو نظرة مستقبلية ، تحاكي فجر الحرية على طريق الاستقلال والانعتاق من الاحتلال.

المسؤولية الأخلاقية الباب الواسع لأفق شاسع، عبر دق جدران خزان الأخلاق والضمير، لعل وعسى أن ينجح في استعادة خفقات القلب الوطني العاجز الأسير ، من خلال التمكن من ايجاد لغة أخلاقية هادفة تنتفض في وجه أركان ومعالم الانقسام ، تكون أبجديات حروفها الوطن الذي ينادينا جميعاً بصوت الحزن والألم ، ليعلن  بصمت أنه لم يعد بمقدوره تحمل وطأة المحن والألم، راجياً نظرة ايجابية اخلاقية  نحو المواطن المغلوب على أمره ، الذي تاه سبيله واحتار دليله في كيفية التوافق النفسي والوطني مع الخصام والانقسام ، ولم يعد  المواطن باستطاعته التقدم ولو خطوة للأمام ، تمكنه من التغريد للحياة من جديد، على طريق أمل غائب بعيد ، عنوانه ونحب الحياة ما استطعنا إليها سبيلا.

نحب الحياة ما استطعنا إليها سبيلا ... اختصار للواقع الفلسطيني العام في رحاب الوقوف مع الذات الوطنية في اطار المسؤولية الأخلاقية ، لأن شعار ومضمون ونحب الحياة ما استطعنا إليها سبيلا ... العنصر المفقود المكبل بالقيود، قيود الانقسام ، الذين تناسوا أقطابه ومتناحريه أن الحياة هي الانسان ، وأن الانسان محب للحياة وشوقها بكافة مشتقاتها و تفاصيلها ، التي قُتِلَت بأيدي خناجر وحناجر الانقسام.

قبل الختام : ننادي بالمسؤولية الأخلاقية لحل كافة الشؤون الوطنية ، من أجل النهوض واعادة ترميم وبناء الحالة الانسانية، بعدما نفذ رصيد كل الكلمات والعبارات السياسية لاستعادة الوحدة الوطنية.

في الختام : لازال يعيش الانسان الفلسطيني صبر الأنبياء في كل لحظة زمنية ، على أمل تغيير الحاضر إلى مستقبل أفضل، يحمل في طياته أمل الأمنيات في أبسط الحقوق الأساسية للعيش في كنف الكرامة للحياة الإنسانية، من خلال الوقوف مع الذات الوطنية، من قبل أصحاب الشأن والقرار للحالة الفلسطينية، والنظر للأمر بعين المسؤولية الأخلاقية.

وللحديث بقية في المقال القادم إن شاء الله، الذي بعنوان : خليها على الله يا مواطن.