في ظل ثورة اصدار القرارات الرئاسية العبثية والعشوائية لرئيس السلطة الفلسطينية بما يتعلق في مراسيم الانتخابات التشريعية و الرئاسية ، والاعلان المؤخر عن إلغاء كافة المراسيم وتأجيلها لوقت آخر بسبب رفض حكومة الاحتلال الاسرائيلية السماح باجراء الانتخابات بالقدس المحتلة ، في المقابل يطل علينا " حي الشيخ جراح " بمعاناته ونزيف جراحه ونية الاحتلال العلنية باستهدافه واستهداف كافة العائلات الفلسطينية المقدسية من خلال تهجير كافة سكانه وتكريس وفرض سياسة الأمر الواقع بالتهجير والطرد والسلب لكافة  المنازل وممتلكات " الشيخ جراح " فلسطينية الأصل ومقدسية الانتماء.


في ظل القرارات الرئاسية التي تحجم الحريات والديمقراطيات وخصوصا على صعيد تأجيل الانتخابات لم نسمع للآن صوتا رئاسيا يقف وبقوة مع أهلنا المرابطين في " الشيخ جراح" وتعزيز صمودهم وقدراتهم من أجل ان يكون التصدي وعنصر المواجهة الوطني من الجميع ويشمل الجميع ، وليست المساندة ان تحتوي في مضمونها فقط على الشجب الاعلامي المستهلك واللفظ الكلامي الحامل في طياته الاستنكار وكأنه الغبار من قبل المؤسسة الرسمية التي تدعي الشرعية والمسؤولية عن القدس المحتلة وأهلها الذين يواجهون المحتل بقوة الارادة والعزيمة الوطنية المغيبة من صورة الواقع السياسي للسلطة الفلسطينية.


حي الشيخ جراح يتعرض لحملة تطهير عرقي منظمة وتهجير وطرد وتفريغ القدس المحتلة من محتواها الفلسطيني على المستوى الانساني والوجودي للمكان والزمان ، بهدف شطب وإلغاء واقع الوجود الفلسطيني واستبداله بواقع مزور ومنافي للواقع بكل تفاصيله ومعالمه السياسية والتاريخية والحضارية والثقافية الفلسطينية والعربية ، في ظل عجز وصمت المؤسسة الرسمية الواضح لأحداث حالة التغيير الايجابية الوطنية من اجل التأثير وحماية أهلنا في " حي الشيخ جراح " وتراجع حكومة الاحتلال عن قراراها بتهجير السكان ومصادرة الممتلكات لصالح قطعان المستوطنين الطارئين المحتلين.


حي الشيخ جراح وفي ظل الكلام الوطني المباح والتطهير العرقي والتهجير القمعي المستباح ، لا بد من اعلاء الصوت الفلسطيني عاليا ودق ناقوس الخطر ودق جدران الخزان الوطني من خلال ان تتحمل المؤسسة الرسمية مسؤوليتها الأخلاقية والوطنية بمساندة اهلنا المقدسين المرابطين من حي الشيخ جراح بكافة السبل والامكانيات وعلى كافة الصعد والمستويات ، و لا بد ان يكون لكافة الفصائل والاحزاب والمؤسسات المكان والفعل و الحضور في مساندة وتعزيز قدرات وصمود حي الشيخ جراح ، ولا بد من اعلان حالة الاستنفار والغضب الشعبي عبر استنهاض المقاومة الشعبية واعادة وتجديد الذاكرة الوطنية للحالة النضالية لانتفاضة الحجارة عام 1987 ، التي هزمت اسطورة الجيش الذي لا يهزم.

الشيخ جراح يناديكم ويشد على اياديكم ، ويصرخ من نزيف الألم وخاصرة الجرح الوطني أن لا تتركوه وحيدا يواجه الاحتلال وقطعان مستوطنيه بمفرده ومعزل عنكم ، لأن الشيخ جراح والقدس تتطلع إليكم وتتوسم بكم خيرا وطنيا ومساندة حقيقية على طريق انتصارها في وجه الظلم والطغيان وساسية التهجير والتطهير العرقي والعدوان ضد الوجود الفلسطيني صاحب الحق والأصل واساس المكان  والزمان.