منذ اعلان المرسوم الرئاسي عن موعد الانتخابات وقبل وقت محدود من الزمن بدأ التفكير يأخذ أكثر حيزاً في المساحة والعمق من كافة الفصائل والاحزاب ،التي أعلنت رغبتها خوض سباق المعركة الانتخابية ، والتفكير المعق وفرد المساحات الشاسعة له لم يأت بالمطلق من فراغ ، بل جاءت نتيجة فراغ سياسي وانعدام في الأفق والرؤية شمل كل مناحي الحياة الفلسطينية ، نتيجة انقسام دام أكثر من 15 عاماً ولا يزال للحظة يراوح مكانه ، رغم الحديث عن تجديد الشرعيات من أجل استحداث واقع فلسطيني جديد يدحض الانقسام ويستبدله في حالة أقرب للوئام في الرؤى والتطلعات الايجابية القادمة ، وهذا مازال القول القائم الذي هو بحاجة للفعل الدائم من خلال تعزيزه بحسن  النوايا و صدق الاخلاص ، حتى يتم الخلاص من كافة البراثن التي لحقت بالوطن والمواطن والقضية.

 الانتخابات بين التحديات وصعوبة الخيارات، والتي بدأت تظهر على السطح من خلال خيارات الفصائل والأحزاب في اعداد القوائم الانتخابية واختيار الشخصيات المناسبة التي سوف تحمل عبء القوائم الحزبية للفصائل وتسويقها ، لأن الفصائل اليوم باتت جميعها غير قادرة على أن تحمل مرشحيها الذين سيخوضون السباق الانتخابي ، وهذا يعود لأن المواطن المحايد والبسيط ،الذي هو الفئة غير المستهان بها فلسطينياً أصبح ومن وقت فاقد الثقة والأهلية بالفصائل والأحزاب ، لأنها ارتضت على نفسها أن تكون بعيدة عن تطلعاته وطموحاته ومعالجة همومه ومشاكله الكثيرة العالقة ولو قد المستطاع ، فهنا يبرز صعوبة الاختيار في البحث عن مرشحين أصحاب الوجوه المعروفين الذي لهم الرضا والقبول حتى يكتب لقوائمهم الفوز المأمول.

أما عن الرسالة الانتخابية التي ستقدمها الفصائل والأحزاب عبر قوائمها المرشحة لصندوق الاقتراع ، فهي المحصورة التي محتواها الفراغ ، لان رغبات الناخب اليوم أصبحت متعددة ومتنوعة ولا تتطلع إلى برامج انتخابية خطابية تعتمد على القول لا العمل ، وتعتمد في نهجها على التسويق لسلعة راكدة تحتاج في الأساس إلى قوة رافعة من أجل تحريكها وتسويقها ، ومن هنا تظهر التحديات التي ستقف حاجزاً بين الناخب والفصائل وقوائمها الانتخابية ، لأن فقدان وسيلة الاقناع كان من أهم اسبابها عدم الاستماع للمواطن المغلوب على أمره، وتقديم له الامكانيات قدر المستطاع عندما كان يعتصر ألماً وجوعاً وضياع.

التحديات وصعوبة الخيارات في الانتخابات ستفرض نفسها بقوة على صانع القرار في الفصائل والأحزاب ، وسيدرك حينها أنه وحده المسؤول ومن أغلق الباب في وجه الموطن عندما كان في أمس الحاجة إليه ، ولم يتطلع في وقتها صوبه والنظر إليه ، وسوف يتطلع المواطن إلى الذي وقف بجانبه وجواره عندما كان هذا الفصيل أو ذاك بانياً سد منيعاً بينه وبين المواطن ويتطلع إليه من مكان مرتفع مغلقة أسواره.