جدل كبير يدور داخل الحلبة السياسية الفلسطينية بشكل عام والفتحاوية على وجه الخصوص حول العملية الانتخابية في الأراضي الفلسطينية، لاسيما ما يتعلق بقائمة حركة فتح ومرشحها الرئاسي، ففي الوقت الذي يتحدث به الدكتور محمد اشتيه بأن الرئيس محمود عباس هو مرشح حركة فتح، تحدث جبريل رجوب أن حركته لم تحسم مرشحها لانتخابات الرئاسة حتى تاريخه، ووسط هذا الجدل وفي مناظرة سياسية جمعتني بالقيادي في حركة فتح حاتم عبد القادر عبر إذاعة شمس قبل أيام، أكد أنه في حال تم التوافق بين فتح وحماس على قائمة مشتركة ورئيس توافقي (محمود عباس) فإن حركته تعتبر هذه القائمة هي قائمة محمود عباس وليس قائمة حركة فتح، وأن حركة فتح ستشكل قائمة جديدة تضم مروان البرغوثي وناصر القدوة وآخرين، وعند سؤاله هل تلك القائمة تتبع للنائب محمد دحلان أجاب بالنفي، ما يعني أننا أمام سيناريو ثلاث قوائم لحركة فتح، ومرشحين للرئاسة، محمود عباس ومروان البرغوثي، وهو ما يعني أن مستقبل منصب الرئيس بيد حركة حماس كون دعمها لأي مرشح سيعزز من فرصه، وهو ما سيقع على مرشحي حركة فتح للرئاسة أو غيرهم.

وحدة حركة فتح هي صمام أمان لمستقبله ومستقبل النظام السياسي الفلسطيني، ولكن أحد أهم متطلبات هذه الوحدة هو إصلاح جذري داخلي لا سيما المسار السياسي عبر تقييم وتقويم التجربة والبرنامج السياسي، ولكن في ظل تعثر وحدة فتح كما هو الواقع الآن، فإن أمام القيادي مروان البرغوثي فرصة تاريخية في حال لم يستغلها أحسن استغلال ستسقط رمزية مروان في عيون داعميه ومحبيه، وهي تشكيل قائمة وطنية يتجاوز فيها الحزبية وينعش الروح النضالية الوحدوية، ويكون مروان البرغوثي هو مرشحها للرئاسة فإن ذلك يحقق ما يلي:

1.إحياء قضية الأسرى في السجون الإسرائيلية أمام العالم كون مروان البرغوثي سيكون أول رئيس دولة في سجون الاحتلال، ومن يتساءل عن سيناريو إبقاء إسرائيل لمروان في الأسر، فأقول له أن المخرج لذلك هو بتغيير القانون الأساسي المعدل ليصبح نظامنا السياسي نظاماً برلمانياً، ويكون الرئيس رئيساً فخرياً.

2.شخصية مروان كمناضل وأسير وابن عائلة مناضلة وعريقة تصلح أيقونة يتجمع حولها جميع الفرقاء الفلسطينيون فتح وحماس والتيار الإصلاحي واليسار والنخب إلخ...

3. على الصعيد الشخصي لمروان فإن الفرصة الأكبر لإطلاق سراحه تتمثل في فوزه بالانتخابات الرئاسية لحجم الضغوط المحتملة إقليمياً ودولياً على دولة الاحتلال الإسرائيلي للمطالبة بإطلاق سراحه، وهنا تجدر الإشارة بأن السبب بعدم إدراج مروان في صفقة وفاء الأحرار 1، وحسب معلوماتي أن هذا السبب تعلمه زوجة مروان المناضلة فدوى البرغوثي، هو ما زال قائماً في حال أي صفقة قادمة محتملة.

بالأمس القريب زار عضو اللجنة المركزية حسين الشيخ مروان في سجنه وأصدر الشيخ بياناً دبلوماسياً فضفاضاً حول ما جرى، وسربت الصحابة الإسرائيلية رواية أخرى، وما بين الروايتين، والتجارب التي رافقت مروان سواء في انتخابات 2006م، أو ما حصل في إضراب مروان البرغوثي عن الطعام هي أحداث تجعل من البعض متردداً في دعم توجهات مروان البرغوثي، ولكن في تقديري فإن القرار الحاسم لمروان حسب ما يرشح الآن بأنه مٌصر على الذهاب للانتخابات الرئاسية والتشريعية يجعل من هذا الحدث فرصةً أخيرة لمروان، فإن قبل التحدي سيجد شعباً داعماً وحاضناً لمروان وما يمثله من رمزية وطنية مستمدة من رمزية الحركة الأسيرة، وإن كرر تجربة العام 2006، ففي تقديري أن رمزيته ستصبح على المحك.

الخلاصة: أنصح المناضل مروان البرغوثي بأن يطلب التصويت من اللجنة المركزية على عقد مؤتمر حركي عام للتصويت على مرشح الحركة من القاعدة الفتحاوية وليس المجلس الثوري أو المركزية فقط، فإن قبل طلبه وتم التصويت الشفاف على مرشح فتح للرئاسة سيصبح التزام مروان البرغوثي بذلك ملزماً، حتى لو تم التصويت للرئيس محمود عباس، وفي حال رفض طلبه، فإن الأصل أن تكون خيارات مروان مفتوحة.