تلقيت دعوة مع مجموعة من الكتّاب لقاء قادة غرفة العمليات المشتركة، ووضعنا هؤلاء القادة في دوافع وأسباب هذه المناورة سياسياً وعسكرياً وأمنياً وإعلامياً، وسأكتب مقالي متزامناً مع انطلاق هذه المناورة والقراءة السياسية لها ورسائلها مع توثيق بعض المعلومات التي أفادنا بها قادة المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة.

في تمام الساعة العاشرة من صباح اليوم الثلاثاء الموافق 29/12/2020م تنطلق إشارة بدء فعاليات مناورة الركن الشديد التي تنوي غرفة العمليات المشتركة والتي هي بمثابة رئاسة هيئة أركان المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة.

ما هي مناورة الركن الشديد...؟ وما أبرز الرسائل التي تحملها...؟

 

أولاً: مناورة الركن الشديد.

مناورة الركن الشديد هي مناورة عسكرية دفاعية بامتياز، تحاكي مجموعة من السيناريوهات وآلية التعاطي مع كل سيناريو عسكرياً وأمنياً وإعلامياً وحكومياً، حيث من المحتمل أن تحاكي هذه المناورة حسب ما رشح لنا من معلومات سيناريو عمليات إنزال بري وبحري وجوي لقوات خاصة إسرائيلية، وكيف تتعاطى فصائل المقاومة مع كل عملية إنزال على حدة، وذلك لفحص جاهزية الجبهة الداخلية، وكذلك حجم التنسيق بين فصائل المقاومة والحكومة في قطاع غزة، وكذلك فحص جاهزية الجهاز الصحي للتعاطي مع إخلاء المصابين والشهداء. وعند سؤالنا لمصدر المعلومات حول فرص استغلال إسرائيل للمناورة أمنياً أو سياسياً أو إعلامياً كانت الإجابة أن غرفة العمليات المشتركة وضعت إجابات لكل هذه التساؤلات، وأن المقاومة لن تقدم أي معلومات تفشل عنصر المفاجأة لديها، ولكنها ستقدم ما يجب أن يسمعه ويراه شعبنا الفلسطيني والعدو الصهيوني.

ثانياً: رسائل الركن الشديد.

في تقديري أن ثمة رسائل تريد غرفة العمليات المشتركة إيصالها للاحتلال بالدرجة الأولى ولكل محبي المقاومة وداعميها وهي على النحو التالي:

1.   رسالة الوحدة الوطنية لفصائل العمل الوطني والإسلامي، حيث يشارك في غرفة العمليات المشتركة كل من: (حركة حماس -فتح – الجهاد الإسلامي –الجبهة الشعبية – الجبهة الديمقراطية – ألوية الناصر وغيرهم من الحالات العسكرية الفلسطينية المقاومة).

2.   رسالة الردع، والتي باتت ضمن استراتيجية المقاومة بحيث يهدف الردع من تثبيت قواعد اشتباك دون الدخول في معارك، بما يرسخ وعي جمعي لدى المجتمع الإسرائيلي وقادته أن غزة ليست نزهة.

 3.   رفع الروح المعنوية للشعب الفلسطيني والأمة العربية والإسلامية وأحرار العالم، وتعزيز ثقافة المقاومة بين الأجيال.

4.   فحص جهوزية المقاومة وآليات التنسيق الميداني بين الأجنحة العسكرية المختلفة، والحكومية.

5.   رداً على مناورة الاحتلال قبل عدة أسابيع، وتأتي ضمن إطار الحرب النفسية لمشاغلة العدو.

الخلاصة: في الختام فإن هذه المناورة العسكرية تأتي في توقيت سياسي بالغ الحساسية حيث تتشابه الأيام، وتتقاطع الأحداث، فمن خسارة الجمهوري جورج بوش الابن للانتخابات الأمريكية في نوفمبر 2008م، وخلال الفترة الانتقالية ومع انشغال العالم بأعياد الميلاد ذهب رئيس الحكومة الإسرائيلية إيهود أولمرت الذي كان يعاني من قضايا داخلية إلى الحرب على غزة، فهل يا ترى يكرر التاريخ نفسه مع بنيامين نتانياهو وترامب؟ مما سبق يبرز دلالات توقيت المناورة لا سيما أن حجم التهديدات الإسرائيلية لقطاع غزة تزايدت وعليه تريد المقاومة أن تبرق لكافة الأطراف رسالة مفادها: نريد أن نبعد شبح الحرب عن شعبنا وأننا نسعى لرفع الظلم والحصار بأقل الخسائر.