حاول الاحتلال الصهيوني أن يفرض على الفلسطينيين واقع معاكس لمسيرة الحياة في الأرض والعقيدة، بعد فشل المحتلين في إثبات تاريخاً لهم في فلسطين، ولهذا اتخذوا الجدر الحجرية الغير شرعية وهي جدار الفصل العنصري، والذي غرسوه فوق أراضي الضفة الغربية على مرأى ومسمع من العالم، كان الهدف من انشاؤه هو ضم أراضي شاسعة من أراضي الفلسطينيين ويقيموا  عليها المستوطنات، وفصل المدن عن بعضها، بجدار مرتفع بشكل لولبي يشق الأحياء العربية عن بعضها البعض.

وكذلك حقيقة حائط المبكى يعرفها كل العالم بأنه ادعاء تلمودي عنصري زائف، غيروا من خلاله الاسم الأصلي لحائط البراق، ليتمشى مع أغراض الاحتلال العدواني ليطال المقدسات العربية الاسلامية،  أما عن مشروع الجدار العنصري الذي شيدوه في يونيو 2002م، وفي الوقت الذي كان زعماؤهم يروجون لفكرة خارطة الطريق، اختفى من النقاش موضوع الجدار خلال محادثات السلام مع الفلسطينيين، لأنه يعتبر عائق أساسي في إقامة الدولة الفلسطينية. 

 قال جون دوغارد المقرر الخاص لحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية: " اعتبر بناء الجدار غير قانوني وأن إسرائيل ملزمة قانونياً بوقف بناء الجدار وبدفع تعويضات للفلسطينيين عن الأراضي التي سيطرت عليها خلال عملية بناء الجدار، الرأي الاستشاري يوضح بالإجماع أن المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية مخالفة للقانون الدولي".

 وجاء في تقرير منظمة الأمم المتحدة تم نشره في 30/03/2003م، في جنيف الذي اعتبر أن هذا الجدار قد ابتلع أجزاء مهمة من أراضي الضفة وأقاموا عليها مستوطنات صهيونية، وطالب المجتمع الدولي بعدم الاعتراف "بسيادة إسرائيل" على الأراضي الفلسطينية التي ضمها الجدار.

وأصر أرئيل شارون في سبتمبر 2003م، على غرس الجدار وأنه سوف يضم مستوطنة أرئيل والتي تقع داخل الضفة على مسافة 22كم، ولم يكترث لمعاناة الفلسطينيين، لأنه حرمهم من الوصول لأراضهم الزراعية، ومحلاتهم، ومصالحهم، وعزلهم عن أقاربهم، لأن هذا الجدار الملتوي فصل بين الحارات والمدن، عكر صفو الحياة وجعلها مستحيلة، ومنها على سبيل المثال مدينة قلقيلية التي استولى الصهاينة على 40% من أراضيها ومياهها، واقتلعوا آلاف الأشجار المثمرة، وجرفوا عشرات المنازل لتمهيد الأرض  أمام الجدار.

ومن ناحية أخرى، وانطلاقاً من فكرة الاحتلال لطمس المعالم الأثرية والدينية الفلسطينية والإسلامية، غيروا اسم حائط البراق بإسم جديد يتساوق مع الرواية الصهيونية المزعومة، اعتقاداً منهم أن التاريخ يمكن أن يزور، على الرغم أنه لم يرد في التوراة أو الانجيل أو القرآن شيء اسمه حائط المبكى، ولكننا كمسلمين لدينا اعتقاد جازم أن هذا الحائط يسمى بحائط البراق نسبة للبراق الذي ربطه النبي محمد - صلى الله عليه وسلم- ليلة الإسراء والمعراج، حيث قال أنه حمل على البراق وقال:" فأوثقت الفرس أو قال الدابة بالخرابة".

وهذه التصرفات العدوانية الصهيونية على الشعب الفلسطيني من خلال فرض سيطرتهم وطمسهم للحقائق التاريخية، تدل على ضعف جذورهم في الأرض الفلسطينية، محاولة منهم الانتفاع من فكرة الجدر وحائط البراق.