المعالم الوطنية والعناوين الثورية والركائز النضالية على مدار الثورة الفلسطينية كان لها العديد من الشخصيات والرموز ، التي كان ومازال لها العديد من المواقف والمحطات التي تم البناء عليها والسير على خطاها على طريق خطى النضال الموقر المؤمن بحتمية النصر المؤزر حقاً ، التي جعلت من أجسادها الطاهرة جسراً للمد الثوري الفواح مسكاً وعنبر.

يعتبر الشهيد القائد خليل الوزير" أبو جهاد " صاحب الحنكة العسكرية ومؤسس النظرية الثورية القتالية لإدارة الصراع مع الاحتلال ، ومن أبرز الشخصيات الفلسطينية ، بل يعتبر من أهم الشخصيات الثورية في تاريخ حركات التحرر العالمية ، التي كان له الدور المميز في وضع الاستراتيجية العملية للثورة الفلسطينية في اطار النضال المشروع والمقاومة الهادفة والمدروسة التي تهدف إلى لفت أنظار العالم بأسره أن هناك شعب محتل متعطش للحرية وتقرير المصير، ويتطلع للعودة واقامة الدولة المستقلة وفق أسس ومعايير عنوانها الأول يتمثل في  رسم صورة عدالة القضية في كل ضمير.


رغم مرور 32 عاماً على ذكرى الاستشهاد ، إلا أن أبو جهاد مازال متربعاً على عرش الشخصية القيادية التي أسست المدرسة الثورية القتالية بلا منافس.

 الفكر الثوري للقائد "الوزير" حول الانسان الفلسطيني اللاجئ إلى فدائي ومناضل تشهد له ساحات القتال بأن الفدائي هو الذي يهب نفسه من أجل الوطن بكل عزم واصرار وأمل وتفاؤل ، ليرفع راية النصر خفاقةً ويهتف عالياً بالدم نكتب لفلسطين ومن أجلها سنقاتل.

استطاع الشهيد أبو جهاد أن يجسده حضوره الفلسطيني من خلال حصوله على اللقب الوطني أنه أول الرصاص وأول الحجارة ، فهو صاحبة الطلقة الأولى في تاريخ الثورة الفلسطينية المعاصرة والتي كانت شرارتها في الأول من يناير عام 65 في تفجير نفق عيلبون.

 أمير الشهداء أسس للعمل الوطني بعداً اضافياً من خلال المقاومة الشعبية الجماهيرية ، فكان أول الحجارة ومهندس انتفاضتها عام 87 ، التي كان لها الدور الأهم والأبرز في تاريخ ثورتنا الفلسطينية ، والتي أدهشت العالم جميعاً وهزمت بالحجر اسطورة الجيش الذي لا يهزم ، والذي كان لانتفاضة الحجارة الأثر الوطني في فتح افاق مستقبلية للمشروع الوطني المستقل .

يعتبر أبو جهاد مدرسة ثورية منفردة النظير في الأسلوب الابداعي والـتطوير النوعي للعمل العسكري المقاوم،  وصاحب نظرية لنستمر في الهجوم ، والتي برزت أهميتها وتميزها ونجاحها في العمليات الفدائية التي  خطط لها وكان لها أثراً حقيقياً في تكبيد الاحتلال الكثير من الخسائر على كافة الصعد والمستويات.

 كان من أبرز العمليات الفدائية داخل الأرض المحتلة فلسطين  عملية فندق "سافوي" في العام 75 ،وعملية انفجار الشاحنة المفخخة في القدس عام 75، وعملية قتل "ألبرت ليفي" كبير خبراء المتفجرات الصهاينة  ومساعده في العام 76، وعملية الساحل "دلال المغربي" عام 78، وعملية قصف ميناء ايلات عام 79، وقصف المستوطنات الشمالية بالكاتيوشا عام 81 ، وعملية أسر 8 جنود صهاينة في لبنان عام 82 ، ومبادلتهم بـ5000  معتقل عربي وفلسطيني في سجون الاحتلال، و100 معتقل من الداخل المحتل، ووضع خطة اقتحام وتفجير مقر الحاكم العسكري الإسرائيلي في صور، وعملية مفاعل ديمونة عام 88.

لا تزال العمليات العسكرية التي قادها وخطط لها القائد أبو جهاد نموذجاً للعنوان الوطني المحفور في ذاكرة العقل والوجدان الفلسطيني المقاوم، لأنها تحمل في مضمونها الادارة والارادة معاً ، التي ستبقى نبراساً يضئ طريق المقاومة الفعلية السليمة ذات الأسس الهادفة والمعايير البناءة الحقيقية، للوصول للحرية واقامة الدولة المستقلة.  

رسالتنا ...

في ذكرى استشهاد لنستمر في الهجوم ، لا بد من كل الفلسطينيين أن يكونوا على موعد وميعاد ، موعد مع فجر الحرية القادم ، وميعاد مع حلم الدولة المستقلة وعاصمتها القدس الشريف ، ورسالتنا للفتحاويين، تمسكوا بفتح وكونوا دوماً عنواناً طليعياً لنهضتها ووحدتها وإرثها المتجدد العظيم ، فأنتم رفاق درب "الوزير" أول الرصاص وأول الحجارة ، وكونوا على ثقة بأن فتح التي قادت الثورة الفلسطينية عبر المشروع الوطني المستقل ، سيكون حليفها  النصر المؤزر حتماً في قيادة شعبنا إلى الحرية والاستقلال.

عاشت الذكرى، وإلى روح أمير الشهداء وأول الرصاص وأول الحجارة وردة وسلام.