تحتل إسرائيل المرتبة الأولى في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ، والمرتبة الثالثة عشر عالمياً في مؤشر السعادة، وهي الدولة السابعة التي تصل إلى القمر، وتحتل المرتبة الثانية بالعالم في الاستثمار بالعلوم والتنمية، فيها نظام صحي متقدم حيث يبلغ متوسط الأعمار عند الرجال 80,7 سنة وعند النساء 84,6 .

يحتل الجيش الإسرائيلي المرتبة رقم (15) بين أقوى جيوش العالم على قائمة تضم (133) دولة حول العالم حسب ما أورده موقع (غلوبال فير بور) الأمريكي.

في بحر الأرقام السابقة وغيرها مثل: متوسط دخل الفرد، والتطور في مجالات الزراعة والتكنولوجيا وغيرها، يتساءل البعض: ما هي أبرز التحديات التي تعترض دولة الاحتلال الإسرائيلي…؟ وهل هذه التحديات ستؤثر على المؤشرات الرقمية السابقة التي هي سر وجود إسرائيل…؟

وفقاً لبعض الدراسات والتقارير الأمنية فإن إسرائيل في عام 2019 شهدت تحديات داخلية تمثلت في ثلاثة اتجاهات:

الأول: زيادة الفجوة الاجتماعية والاقتصادية بين طبقتي الأغنياء والفقراء وبين مدن الوسط والقرى والبلدات.

الثاني: ضعف التماسك الاجتماعي بين فئات المجتمع وبين الفرد والدولة.

الثالث: ضعف الانتماء القومي للمواطن الاسرائيلي في ظل تزايد التحديات الخارجية والداخلية.

وفي العام 2020م، دخل تحدي رابع أكثر خطورة على إسرائيل والعالم أجمع يتمثل في جائحة كورونا، حيث تُشير بيانات وزارة الصحة الإسرائيلية إلى عشرين حالة وفاة، خمسة منهم سُجلت خلال الساعات الأربع والعشرين الأخيرة. وأكدت الوزارة أن عدد الإصابات بفيروس كورونا في إسرائيل ارتفع إلى 5358 حالة، بينهم 94 بوضع صحي خطير.

أما التحديات الخارجية بالنسبة لدولة الكيان الصهيوني تتمثل بالدرجة الرئيسية في اتجاهين:

الأول: متعلق بتداعيات فايروس كورونا على الاقتصاد العالمي، وشكل النظام الدولي في المرحلة المقبلة، وسياسة المحاور والأحلاف، وأثر ذلك على إسرائيل.

الثاني: متعلق بمجموعة من العوامل والمؤشرات حول فرص اشتعال حرب مع إسرائيل خلال الفترة المقبلة، ولعل أهم هذه المؤشرات ما يلي:

1. صراع التسلح بين كافة الأطراف المعادية لإسرائيل (مشروع دقة الصواريخ التابع لحزب الله – المشروع النووي الايراني والصواريخ الباليستية – الرغبة في الحصول على تكنلوجيا الطائرات المسيرة ( محاولات حماس وحزب الله وايران ) – السايبر وصراع الأدمغة (نموذج حماس وحزب الله واختراق شبكات الهواتف النقالة للجيش الاسرائيلي) – تعزيز تواجد محور المقاومة في منطقة الجولان وتعزيز سلاح الأنفاق هناك وفي غزة وفي الجنوب اللبناني) – تضخيم التهديد الإيراني للمنطقة العربية، ( مؤتمر وارسو 2019 نموذجاً).

2. ضعف اهتمام الولايات المتحدة بالشرق الأوسط ترك فراغاً تتصارع أطراف عديدة على سد هذا الفراغ، وهو ما يزيد من الأطماع في المنطقة فتزداد فرص الصراع بين أطراف عديدة محلية واقليمية ودولية (روسيا -الصين -تركيا -إيران- إسرائيل- الولايات المتحدة).

3. غياب الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط واحتدام الصراع الطائفي وظهور أشكال من التطرف الأيديولوجي مع غياب الديمقراطية و العدالة الاجتماعية وزيادة مؤشرات الفساد وزيادة معدلات الفقر، والمرض، كل ذلك عوامل تساعد على الهجرة غير الشرعية ما يؤثر جيوسياسيا على أمن واستقرار أوروبا وهو ما سيدفع أوروبا للدخول في أتون هذه الصراعات على قاعدة الحل وستتصادم مع القوى الكبرى ومصالحها في بيع السلاح ونهب الثروات والتأمين الوجودي لدولة إسرائيل.

4. تعقيدات المشهد التي تضر في توجهات إسرائيل فتبريد جبهة غزة من خلال هدنة للتفرغ لجبهة الشمال سيقضي على السلطة الفلسطينية في الضفة المحتلة ويضعفها، وهكذا عوامل تساهم في ترسيخ بيئة اللا استقرار والتي تؤسس لشرارة المواجهة غير محسوبة النتائج والتداعيات.

إن تحليل أهم التحديات الداخلية والخارجية لإسرائيل يؤكد أن فرص اندلاع المواجهة في زمن الكورونا قائمة، وربما السيناريو الأكثر قلقاً بالنسبة لإسرائيل هو انتشار الوباء في غزة، أو في لبنان، وعليه تبدأ القوى المسلحة بسياسة الأرض المحروقة والدخول في مواجهة وربما اقتحام الحدود، وهذا السيناريو هو الأخطر في ظل تفشي الوباء في داخل إسرائيل، حتى وصل إلى مؤسسة الجيش والسياسة.

إن العلاقة بين التحديات الداخلية والخارجية لدولة الاحتلال الاسرائيلي وبين ديمومة واستمراريتها هي علاقة طردية، فكلما زادت التحديات زادت الهجرة العكسية، وربما السنوات القادمة تشهد مزيد من عناصر الضعف، لو أحسن النظام الاقليمي العربي والإسلامي التصرف وإدارة المشهد بشكل جيد.