أكدت مليشيات الحشد الشعبي مشاركتها في معركة الموصل لجانب قوات الجيش العراقي وقوات البشمركة التابعة لحكومة إقليم كردستان العراق التي تحشد قواتها منذ شهور حول الموصل (مركز محافظة نينوى شمالي البلاد) التي يسيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية منذ أكثر من سنتين.

ويأتي هذا التأكيد رغم مطالب من عراقيين بعدم مشاركة الحشد في هذه الحرب خشية تحولها لحرب طائفية في ظل اتهام للحشد بالقيام بتطهير ضد السنة في معارك سابقة.

وقال الناطق باسم الحشد الشعبي النائب أحمد الأسدي إن الحشد سيشارك في معركة الموصل، وإن قطاعاته العسكرية بدأت بالتحرك باتجاه المدينة للمشاركة في العمليات وفي أكثر من محور.

وأضاف أن الاستعدادات تجري على قدم وساق لمعركة الموصل من قبل الحشد بالتنسيق مع قيادة العمليات العسكرية المشتركة، وأن المعركة ستكون نهاية تنظيم الدولة في العراق.

وناقش رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي أمس مع قادة مليشيات الحشد خطط استعادة مدينتي الحويجة (في محافظة كركوك شمالي العراق) والموصل.

وقال رئيس إقليم كردستان العراق مسعود البارزاني إن هناك تنسيقا وتعاونا كاملين بين قوات البشمركة والقوات العراقية في عملية استعادة الموصل.

وأضاف البارزاني في بيان نشر على موقع رئاسة الإقليم، أنه تم تحديد كيفية إدارة وتنفيذ عملية استعادة الموصل من تنظيم الدولة.

وأكد أن بغداد وأربيل اتفقتا على تشكيل لجنة سياسية مشتركة للسيطرة على الوضع العام في مدينة الموصل بعد استعادتها من سيطرة التنظيم.

وفي وقت سابق اليوم قصفت طائرات التحالف مواقع لتنظيم الدولة في منطقة الخازر شرق الموصل، وقالت مصادر للجزيرة إن ثلاثة من مسلحي التنظيم قتلوا في قصف التحالف غربي الموصل.

من جهة أخرى، يستمر وصول تعزيزات كبيرة من قوات الجيش العراقي إلى منطقة الخازر ضمن التحضيرات الجارية لبدء المعركة واستعادة المدينة من تنظيم الدولة.

وفي جنوب الموصل، أكدت مصادر إعلامية مراسل أن حركة ناقلات الدبابات والمدافع والأسلحة الثقيلة لم تتوقف منذ أول أمس الجمعة من القيارة إلى المناطق التي تسيطر عليها البشمركة قرب الموصل.

وأشارت المصادر إلى أنه من المتوقع أن تنطلق المعركة قريبا من محاور الخازر ونوران وسد الموصل شمال وشرق الموصل.

في هذه الأثناء أسقط الجيش العراقي عشرات الآلاف من المنشورات فوق الموصل قبل فجر اليوم لتنبيه السكان إلى أن الاستعدادات للمعركة في المدينة ضد تنظيم الدولة دخلت مراحلها الأخيرة.

وحملت المنشورات رسائل عدة من بينها طمأنة السكان على أن وحدات الجيش والضربات الجوية "سوف لن تستهدف المدنيين"، في حين نصحهم منشور آخر بتجنب مواقع التنظيم.

وقالت الأمم المتحدة الأسبوع الماضي إنها تستعد لجهود إنسانية هي الأكبر والأكثر تعقيدا في العالم بسبب معركة الموصل، مما قد يتسبب في تشريد ما يبلغ مليون شخص واستخدام المدنيين دروعا بشرية أو حتى قصفهم بالغاز.

المصدر : الجزيرة نت