بمزيج من مشاعر الحزن والغضب، تسمّرت عائلة مازن فقهاء، القيادي في كتائب "القسام" الجناح المسلح لحركة "حماس"، في مدينة طوباس شمالي الضفة الغربية، أمام شاشة التلفاز لتتابع مسيرة تشييعه في قطاع غزة.

ومنعت إسرائيل عائلة فقهاء، من وداع ابنها الذي اغتيل بنيران مجهولين مساء أمس الجمعة، في مدينة غزة، وحرمتها من المشاركة في جنازته، التي خرج فيها آلاف من الفلسطينيين، ظهر اليوم السبت.

وتعود أصول فقهاء لمدينة طوباس، وأبعد إلى غزة بعد إطلاق سراحه ضمن صفقة تبادل أسرى بين حركة "حماس" وتل أبيب عام 2011، تم بموجبها الإفراج عن الجندي جلعاد شاليط، مقابل إطلاق سراح 1047 معتقلا فلسطينيا. 

وفي ظل منع إسرائيل لعائلة فقهاء من الذهاب إلى غزة منذ سنوات، لم يستطع أحد من والديه أو أفراد عائلته توديع جثمانه أوالمشاركة في مسيرة تشييعه. 

ختام فقهاء، والدة مازن، أشارت إلى أن اللقاء الأخير مع نجلها كان قبل ست سنوات عندما سمحت لها إسرائيل للمرة الأولى والأخيرة بزيارته في غزة.

وقالت "الآن لا أستطيع أن أرى زوجته وأصبّرها "أواسيها"، ولا هي تستطيع أن تساندني".

وبينما كانت تحتضن صورة ابنها وهي تتابع تشييعه عبر التلفاز، قالت "أم مازن" للأناضول "كان يتصل دائماً بنا، يسأل عن أخبارنا جميعاً، وفي الفترة الأخيرة كان شوقه كبير جدا لمدينة طوباس وعائلته".

وأضافت "طلب منا مازن أن نلتقط له بعض الصور لأجواء الربيع في مدينة طوباس، لكنه لم يتمكن من رؤيتها فقد التقطت في يوم اغتياله". 

وهدد الجيش الإسرائيلي عائلة فقهاء عدة مرات باغتيال نجلها مازن، لدى اقتحام منزلها في طوباس. 

وكان التهديد الأخير للعائلة، بحسب "أم مازن" قبل عام ونصف، عندما اقتحمت قوة إسرائيلية منزلهم، وطلبت من والديه أن يتوقف نجلهما عن عمله ضد إسرائيل، وقال لهما الضابط حينها "يدنا طويلة، ونستطيع الوصول له أينما كان".

من جانبه، حمل محمد فقهاء، والد "مازن"، الجيش الإسرائيلي مسؤولية اغتيال نجله.

وقال للأناضول "لا يوجد لدينا أدنى شك بأن إسرائيل هي من اغتالت ابني مازن، فاسمه مدرج على قائمة الاغتيالات، وكانوا (القوات الإسرائيلية) يهددونا إما أن يترك الطريق الذي يسلكه أو أنهم سيقتلوه". 

وعبّر الوالد عن ألمه بفقدان ابنه وعدم تمكنه من وداعه، وقال "الأمر صعب جدا علينا، لأننا لم نستطع وداعه، ربنا يرحمه".

وشارك المئات من أهالي طوباس بمسيرة وجنازة رمزية، بعد أداء صلاة الغائب عليه في مسجد طوباس، باتجاه منزل العائلة. 

وردد المشاركون في المسيرة العبارات التي تطالب بملاحقة قتلة مازن والثأر لدمائه.

وكانت وزارة الداخلية التي تديرها حركة "حماس" في غزة، قد أعلنت في وقت سابق من مساء أمس الجمعة، عن مقتل "فقهاء"، القيادي في "كتائب القسام"، برصاص مجهولين جنوبي مدينة غزة.

وتوّعدت كتائب القسام، في بيان أصدرته مساء أمس، إسرائيل بـ"دفع ثمن جريمة الاغتيال". 

المصدر : الأناضول