ولد الأسير مازن محمد سليمان فقهاء في بلدة طوباس الواقعة بين مدينتي نابلس وجنين في شمال الضفة الغربية، بتاريخ 24 أغسطس 1979.

تلقى تعليمه الأساسي في طوباس، وبدأ بحفظ القرآن الكريم منذ صغره، أكمل تعليمه الثانوي في طوباس ثم التحق بجامعة النجاح الوطنية في نابلس ودرس في كلية الاقتصاد، وانضم إلى صفوف الكتلة الإسلامية ومجلس الطلبة في الجامعة، وبات أحد أفراد حركة حماس "الصغار".

وانضم للجناح العسكري للحركة وهو في السنه الثالثة الجامعية، وأكمل الدراسة وتخرج وهو مطارد من قبل الجيش الإسرائيلي، حيث حصل على شهادة البكالوريوس في إدارة الأعمال عام 2001

وفي العام 2000م، أقدمت أجهزة السلطة في الضفة على اعتقاله ثلاث مرات، بتهمة مقاومة الاحتلال وامتلاك مواد متفجرة كان يهم الشهيد بنقلها إلى قيادة القسام في مدينة جنين، بحسب ما نشره موقع "القسام".

عاودت أجهزة السلطة اعتقاله لأكثر من شهر في العام 2001م، وأفرج عنه بضغط من أهالي مدينته، بسبب نية قوات الاحتلال التقدم تجاه السجن الذي كان معتقلاً فيه، وبعدها أصبح مطارداً للاحتلال.

جهاده

بعد خروجه من سجون السلطة عمل فقهاء على إعادة بناء الخلايا القسامية في طوباس، وتولت تلك الخلايا استهداف جنود الاحتلال في الأغوار، وأسفرت تلك العمليات عن مقتل العديد من الجنود الإسرائيليين.

كما شارك في محاولة فك حصار جيش الاحتلال عن الشهداء القادة القساميين (قيس عدوان، سائد عواد، محمد كميل، مجدي بلاسمة، أشرف دراغمة، منقذ صوافطة)، في معركة استمرت لأكثر من 7 ساعات.

بعد معركة جنين، أعاد الشهيد مازن برفقة الشهيد القائد نصر جرار بناء خلايا القسام في جنين بعد استشهاد عدد كبير منهم خلال المعركة.

وأشرف فقهاء على عملية (مفرق بات) الاستشهادية على مقربة من مستوطنة (جيلو) بالقدس عام 2002م، والتي قتل خلالها 19 إسرائيلياً وجرح العشرات، ونفذها الشهيد القسامي محمد هزاع كايد الغول من مخيم الفارعة المحاذي لطوباس.

كما شارك في الإعداد لعملية صفد التي كانت رداً على اغتيال الشيخ صلاح شحادة، والتي نفذها الاستشهادي جهاد حمادة من الأردن، والتي قتل فيها حوالي 15 جندياً إسرائيليا وأصيب العشرات من الجنود وكان معظمهم من خبراء مفاعل ديمونا. 

واتهم الاحتلال فقهاء بالمسؤولية عن أسر الجنود الثلاثة بالخليل عام 2014م، وقيادة خلايا كتائب القسام العاملة في الضفة الغربية خلال انتفاضة القدس الأخيرة.

اعتقال وتعذيب

اعتقل الشهيد  مازن في 5/8/2002، بعد معركة استمرت لـ 6 ساعات، وبعدها بيومين اقتحم جنود الاحتلال منزله واعتقلوا والده وشقيقه مدة 12 يوماً، وفي تلك الليلة تم زرع محيط المنزل بالديناميت وتفجيره بالكامل.

مكث الشهيد مازن لمدة 40 يوم داخل العزل الانفرادي و90 يوم في التحقيق وتعرض لجميع أنواع التعذيب حتى كان في بعض الأحيان يفقد الوعي، ولم يعترف بأي تهمة وجهت إليه، وحكم عليه بالسجن بـ تسع مؤبدات وخمسون عام إضافية.

 وحرر الشهيد فقهاء من سجون الاحتلال في صفقة وفاء الأحرار عام 2011 وتزوج وأنجب طفلين.

واغتيل مساء أمس، من قبل أشخاص مجهولين أمام منزله الواقع في منطقة تل الهوى جنوب مدينة غزة، حيث اتهمت حركة حماس عملاء الاحتلال باغتياله وقالت إن هذه الجريمة لن تمر دون حساب.

المصدر : الوطنية